اثنان وثلاثون عاماً من الضياع والغموض، وثيقة قديمة تحمل توقيع إنسان رحل منذ زمن بعيد مؤرخة بتاريخ 7 /12/1399 كان خلالها هذا الرجل رحمه الله أمين صندوق جمعية تعاونية تحت التأسيس في تنومة وهذه الوثيقة أو بالأصح سند قبض بمبلغ (5000) ريال مدفوعة من أحد المساهمين في تأسيس الجمعية، رحل هو الآخر منذ ثلاثة أعوام ونيف حينما دخلت الجمعية آنذاك عامها التاسع والعشرين ولم يزل وقتها متشبثاً بآخر أمل له في هذه الجمعية حتى رحل من هذه الدنيا ولم يهنأ خلالها بريال واحد من ريع هذه المساهمة، ذلك السند الذي أصبح من الوثائق التاريخية لدى ورثة هذا المساهم إن لم يكن أقدمها على الإطلاق وهو يحمل اسمه بما يشبه الذكرى منذ ما يقارب اثنين وثلاثين عاماً مضت. المشروع الحلم آنذاك هو جمعية تنومة التعاونية التي تأسست وفي مخيلة مؤسسيها أحلام الثراء، وتأمين متطلبات الحياة اليومية, ولأجل هذا سارع الأهالي إلى المساهمة بمبالغ كبيرة جداً في ذلك الزمن لا أدري كيف استطاعوا تدبيرها في زمن لم تكن فيه السيولة المادية حاضرة بما يكفي لتدبر أمور الحياة اليومية فضلاً عن أن تساهم في إيجاد مشروع استثماري يدار بطريقة تعتبر جديدة على الناس في ذلك الوقت ولكن تضافر الجهود، والحملة الترويجية التي صاحبت تأسيسها في المجالس والأسواق قد ساهمت في تحويل أنظار الناس إليها لوضع مدخرات البعض منهم في صندوقها، والعديد منهم تدبرها اقتراضا من الموسرين على أمل أن يعم الثراء أرجاء تنومة من عوائد هذه الجمعية خاصة أن تنومة كانت تكتظ بالسكان ولم تكن هناك هجرة جماعية كما هو عليه الحال اليوم ووضعت تلك الأموال في صندوق التأسيس، ومعها آمال عريضة بأن تصبح ذات يوم مصدر دخل جيد من عوائد هذه الجمعية التي تحمل اسم تنومة والكل كان يحلم بأن تكون نواة نهضة حضارية خاصة أن تأسيسها تزامن مع بداية طفرة تنموية شاملة عمت أرجاء الوطن في ذلك الوقت، وبدأت نشاطها حسب ما ذكره البعض بمحل بيع الغاز ومن ثم أصبح لديها مبنى استثماري خصص جزء منه لممارسة بعض الألعاب الرياضية ثم تحول المبنى فيما بعد إلى مورد هام من موارد الجمعية بعد أن تم تأجيره على المحكمة العامة لعدة سنوات وبعد إخلائه تم تأجيره على إحدى المؤسسات الوطنية ولا تزال حتى الآن تمارس نشاطها فيه. التساؤلات التي تدور حول هذا الموضوع في المجالس في تنومة أو خارجها حينما يأتي ذكر الجمعية التعاونية كلها تتمحور حول مصير الجمعية ومن هم الأشخاص المنتخبون من المساهمين لإدارتها والحفاظ على ممتلكات المساهمين وما هو مصير المبالغ التي تدخل حساب الجمعية منذ تأسيسها حتى الآن ولم يوزع من عوائدها شيء نهائياً رغم مضي هذه الفترة الطويلة، ومن يستطيع أن يفك رموز هذا اللغز المحير الذي استعصى على المساهمين طوال هذه المدة رغم أن هذه الجمعية كيان قائم بذاته حتى الآن ومسجلة رسمياً تحت مظلة وزارة الشؤون الاجتماعية وتلقى دعماً سنوياً من الدولة.