واصلت البورصة المصرية مسلسل نزيف الخسائر للجلسة الثالثة على التوالي بسبب أزمة الديون الأميركية، إذ تكبدت بنهاية تعاملات أمس خسائر سوقية تقدر بنحو 32.1 مليار جنيه، ليسجل رأس المال السوقي للبورصة المصرية أمس نحو 347.9 مليار جنيه في مقابل 380 مليار جنيه بنهاية تعاملات الأسبوع الماضي. كما هوت أسعار الأسهم المصرية لأدنى مستوياتها منذ عام 2009، الأمر الذي دفع بإدارة البورصة إلى تعليق تداولات السوق لمدة نصف ساعة بعد تجاوز نسب الهبوط المسموح بها. وهوى المؤشر الرئيسي للبورصة "EGX30 " بنحو 4.75% عند مستوى 4478.00 نقطة بخسائر بلغت نحو 230 نقطة، كما تراجع مؤشر "EGX70 " للأسهم الصغيرة والمتوسطة بنحو 5.33% عند مستوى 560.20 نقطة، وكذلك تراجع مؤشر"EGX100 " الأوسع نطاقاً بنحو 5.13% عند مستوى 838.74 نقطة. وأرجع الخبراء التراجعات الحادة للسوق المصرية لليوم الثالث على التوالي إلى التداعيات السلبية التي طالت الأسواق العالمية والعربية بعد تخفيض التصنيف الائتماني لأميركا في تعديل غير مسبوق لوضع أكبر اقتصاد في العالم. وسجلت قيمة التداول على الأسهم نحو 397.561 مليون جنيه بتداول 82.098 مليون سهم من خلال 26.595 ألف صفقة منفذة. وعلى صعيد التعاملات اتجهت تعاملات الأجانب نحو البيع بعد أن حققوا مبيعات بقيمة 130.98 مليون جنيه، مقابل مشتريات بقيمة 81.006 مليون جنيه بصافي بيعي قدره 49.973 مليون جنيه ، فيما اتجهت تعاملات المصريين والعرب نحو الشراء بصافي شراء قدره 43.178 مليون جنيه و 6.795 ملايين جنيه على الترتيب . ومالت تعاملات المؤسسات نحو البيع بصافي بيعي 24 مليون جنيه مستحوذين على 40.61% من التعاملات، فيما اتجهت تعاملات الأفراد نحو الشراء مستحوذين على 59.38% . وعلى صعيد الأسهم القيادية فقد تراجعت جميعها وتصدرها سهم "أوراسكوم تيليكوم القابضة"،صاحب ثالث أكبر وزن نسبي في المؤشر، بنسبة 6.78% ليغلق عند 3.16 جنيهات. وهبط سهم "أوراسكوم للإنشاء والصناعة"، صاحب ثاني أكبر وزن نسبي فى المؤشر، بنسبة 5.66 % ليغلق عند 231.01 جنيهاً، كما تراجع سهم "البنك التجاري الدولي- مصر"،أكبر الأسهم من حيث القيمة السوقية بانخفاض قدره 4.19% ليغلق عند 24.72 جنيهاً، وأخيراً تراجع سهم "المجموعة المالية هيرمس القابضة"،أكبر بنوك الاستثمار في الشرق الأوسط، بانخفاض قدره 3.44% ليغلق عند 16.86 جنيهاً وبلغ آخر سعر 17.2 جنيهاً، وكان أعلى سعر للسهم عند 17.46 جنيهاً، فيما كان الأدني عند 16.3 جنيهاً، وجرى التداول على 903.835 آلاف سهم بقيمة 15.239 مليون جنيه. إلى ذلك قال رئيس قسم البحوث بأحد شركات إدارة المحافظ حسام أبو شملة ل"الوطن"، إن التراجع الذي تشهده البورصة المصرية للجلسة الثالثة على التوالي، سببه الرئيسي عمليات البيع بصورة عشوائية إثر حالة الخوف التي انتابتهم عقب الانخفاضات التي شهدتها البورصات الأوروبية والعالمية بشكل عام، مشيراً إلى أن العَلاقة بين البورصة المصرية والبورصات الأوروبية ليست عَلاقة "تلاصقية" وبالتالي لا يتوجب أن تتأثر بذلك المقدار. وأضاف أن الانخفاضات التي شهدتها البورصة المصرية أكبر بكثير من الانخفاضات التي لحقت بالبورصات العالمية، متسائلاً عن كيفية هبوط البورصة أكثر من الدولة نفسها التي شهدت الهبوط، لافتاً إلى أن ذلك سيجعل البورصة المصرية تفقد مصداقيتها.