تسببت مظاهرات "يوم الغضب" التي احتشد فيها آلاف المصريين أول من أمس، في تكبيد البورصة المصرية خسائر فادحة خلال تداولات أمس، هوت على إثرها الأسهم المصرية لأدنى مستوياتها في 9 أشهر، بعد عمليات بيع عنيفة للمتعاملين الأجانب والعرب، ليعجز الخبراء والمراقبون عن تحديد اتجاهات السوق في الفترة المقبلة. وأوقفت البورصة التداول على أكثر من 20 سهما لتجاوزها نسب الهبوط المقررة عند 10%، وقال رؤساء شركات الوساطة ل"الوطن": إن المتعاملين انصرفوا عن متابعة جلسة التداول في أول نصف ساعة، بعد انهيار أسعار الأسهم إلى هذا النحو. وسجل الجنيه المصري انخفاضا جديدا أمام الدولار ليصل لأدنى مستوياته منذ 2005، مسجلا 5.84 جنيهات أمس في مقابل 5.80 جنيهات أول من أمس، بسبب مبيعات الأجانب المكثفة في الأسهم المصرية. وهوى المؤشر الرئيسي "EGX30" بأكثر من 5.91% قبيل انتهاء التعاملات، فاقدا أكثر من 388 نقطة دفعة واحدة، ليغلق عند مستوى 6325.59 نقطة. كما هوت الأسهم الصغيرة والمتوسطة بنحو حاد، ليهبط مؤشرها "EGX70" بأكثر من 9.75% مغلقا عند مستوى 639.75 نقطة، وكذلك هبط مؤشر "EGX100" الأوسع نطاقا بنحو 8.56% ليغلق عند مستوى 1035.62 نقطة. واتجهت تعاملات الأجانب نحو البيع وبلغت مبيعاتهم قبيل انتهاء جلسة التداول نحو 591.471 مليون جنيه في مقابل مشتريات بنحو 539.874 مليون جنيه بصافي بيع سجل 51.596 مليون جنيه. كما اتجه العرب نحو البيع وبلغت مبيعاتهم 85.881 مليون جنيه في مقابل مشتريات بنحو 72.749 مليون جنيه بصافي بيع سجل 13.132 مليون جنيه. في المقابل اتجه المصريون نحو الشراء لاقتناص فرصة تراجع أسعار الأسهم، وبلغت مشترياتهم نحو 1.061 مليار جنيه في مقابل مبيعات بلغت 997.198 مليون جنيه بصافي شراء سجل 64.728 مليون جنيه. واتجهت المؤسسات نحو الشراء بقوة لتستحوذ على ما نسبته 62.81% من إجمالي التداولات أمس. وعلى صعيد الأسهم القيادية والنشطة هوت جميعها لأدنى مستوياتها، بقيادة سهم "المجموعة المالية هيرميس" بنحو 6.16% ليغلق عند مستوى 30.21 جنيها، وتراجع سهم "أوراسكوم للإنشاء والصناعة" ثاني أكبر وزن نسبي في المؤشر بنحو 6.70% ليغلق عند 255.53 جنيها، وتراجع سهم "أوراسكوم تيلكوم" صاحب ثالث أكبر وزن نسبي في المؤشر بنحو 5% ليغلق عند 3.99 جنيهات. وقال وسطاء في البورصة المصرية ل"الوطن": إنه بات من الصعب تحديد اتجاهات السوق خلال الفترة المقبلة. مؤكدين أن انهيار المؤشرات على هذا النحو أصاب المستثمرين بالخوف والرعب، خاصة بعد تراجع المؤشر الرئيسي إلى مستويات متدنية وكسر مستوى الدعم الرئيسي عند 6650 نقطة ليغلق أمس عند مستوى 6334.75 نقطة.