أكد الرئيس الصربي بوريس تاديتش أنه تم صباح أمس اعتقال جوران هادزيتش آخر الملاحقين لدى محكمة الجزاء الدولية ليوغسلافيا السابقة. وقال الرئيس الصربي في مؤتمر صحفي "بذلك، تغلق صربيا الفصل الأكثر صعوبة في التعاون مع محكمة لاهاي"، موضحا أن الاعتقال تم في منطقة فروسكا جورا على بعد نحو 100 كلم شمال غرب بلجراد. ونفى أن تكون صربيا تباطأت في اعتقال هادزيتش وكذلك الزعيم السياسي السابق لصرب البوسنة رادوفان كرادزيتش وقائدهم العسكري السابق راتكو ملاديتش. وقال تاديتش "أوضحت كل ما قمنا به في الأعوام الأخيرة وأنه كان من الصعوبة بمكان بالنسبة إلينا أن نحقق في شأن هؤلاء الأشخاص. لا يمكنني سوى أن أؤكد مجددا أننا قمنا بكل ما في وسعنا وأنني فخور بكل من عملوا على القضية". وكان هادزيتش (52 عاما) قد اختفى في يوليو 2004 قبل ساعات من إعلان المحكمة الجنائية الدولية الخاصة بيوغسلافيا السابقة إدانته رسميا. وكان هادزيتش أحد قادة تمرد الصرب في كرواتيا في الفترة من 1991 إلى 1995 في أعقاب تفكك يوغسلافيا السابقة. وتتهم المحكمة الجنائية الدولية الخاصة بيوغسلافيا السابقة هادزيتش بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وانتهاك قوانين وقواعد الحرب مستهدفا غير الصرب في المناطق الواقعة تحت سيطرة الصرب في كرواتيا. وتشمل لائحة الاتهام الموجهة لهادزيتش 14 تهمة منها الاضطهاد والإبادة والقتل والسجن والتعذيب وارتكاب أفعال غير إنسانية والمعاملة القاسية والتدمير الشامل ونهب الممتلكات العامة والخاصة. ويتهم ممثلو الادعاء بالأمم المتحدة هادزيتش بأنه المسؤول عن إعدام 264 سجينا كرواتيا في فوكوفار في أكتوبر 1991 وارتكاب جرائم إبادة جماعية وقت الحرب. وأشاد أمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو) أندرس فوج راسموسن باعتقال هادزيتش. وقال "بهذا الاعتقال سوف يغلق الفصل الأكثر ألما في التاريخ الأوروبي الحديث، وإنني أشيد بالخطوة التي اتخذتها السلطات الصربية للإيفاء بالتزاماتها الدولية". وقال راسموسن: إن مستقبل صربيا يعتمد على التعاون البناء مع جاراتها والأسرة الأوروبية الأطلسية. وأشار إلى أن الناتو مازال ملتزما بمساعدة منطقة غرب البلقان نحو التكامل مع أوروبا الأطلسي.