بلغراد - أ ف ب - اعتقلت صربيا أمس، غوران هادجيتش آخر الملاحقين لدى محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة الذي كان لا يزال فاراً، والمتهم بقتل مئات من المدنيين الكروات وارتكاب مجزرة مستشفى فوكوفار خلال الحرب في كرواتيا بين عامي 1991 و1995. ورأس هادجيتش «جمهورية كرايينا الصربية» خلال حرب كرواتيا، والتي شكلت حينها نحو ثلث أراضي كرواتيا. وأوضح الرئيس الصربي بوريس تاديتش أن اعتقال هادجيتش حصل في منطقة فروسكا غورا التي تبعد مئة كيلومتر شمال غربي بلغراد، وقال: «هكذا تغلق صربيا الفصل الأكثر صعوبة في التعاون مع محكمة لاهاي»، آملاً بأن يحفز الاعتقال التطلعات الأوروبية لصربيا التي تأمل في الحصول في نهاية السنة على صفة مرشح لدخول الاتحاد، وعلى موعد لبدء مفاوضات انضمامها الى الاتحاد الأوروبي. وأعلن الناطق باسم المدعي العام الصربي لجرائم الحرب برونو فيكاريتش أن هادجيتش سينقل إلى لاهاي في مهلة أقصاها سبعة ايام وفي بيان مشترك، رحّب رؤساء الاتحاد الأوروبي هرمان فان رومبوي والمفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو ووزيرة الخارجية الأوروبية كاثرين آشتون، باعتقال السلطات الصربية هادجيتش، مؤكدين أن هذه خطوة «إضافية مهمة لصربيا نحو تحقيق تطلعاتها الأوروبية». وجاء اعتقال هادجيتش بعد نحو شهرين على اعتقال راتكو ملاديتش القائد العسكري السابق لصرب البوسنة في 26 أيار (مايو) في قرية لازاريفو شمال شرقي بلغراد، والمتهم بارتكاب جرائم إبادة خلال حرب البوسنة بين 1992 و1995. وعلى رغم أن هادجيتش يعتبر أقل أهمية من ملاديتش أو رادوفان كرادجيتش، الزعيم السياسي السابق لصرب البوسنة الذي اعتقل في بلغراد في تموز (يوليو) 2008، فإن اعتقاله هو آخر ما كانت تطالب به محكمة لاهاي. وهكذا، تكون صربيا قد اعتقلت 44 متهماً تطالب بهم محكمة الجزاء، ما يعزز موقفها حيال الاتحاد الأوروبي.