مدينة الخفجي.. المدينة الساحلية التي تقع على الخليج العربي، وتعتبر من أهم محافظات المنطقة الشرقية، تمتلك من الموارد البشرية والمقومات الاقتصادية والثروات الطبيعية الكثير، مما يجعل استثمارها يمثل مصدرا مهما للتنمية الاقتصادية، كما أنها تحتل موقعا استراتيجيا في غاية الأهمية، وهي نقطة التقاء مهمة بدول مجلس التعاون الخليجي. الخفجي التي يمكن وضعها بمكانة متقدمة ضمن لائحة أبرز المدن السعودية الجاذبة للاستثمار، شهدت تغييرات كبيرة خلال السنوات الماضية، وينتظرها مستقبل واعد من حيث تحديث بنيتها التحتية والمشاريع الضخمة، منها السياحي والتجاري والصناعي، حيث يتوقع نمو المدينة بمعدلات عالية، وذلك نظير العمل الضخم الذي يتم لتحديث بنيتها التحتية ومدها بكافة الخدمات والمرافق. شركات نفط وتتربع الخفجي على مناطق النفط المهمة، وتعمل فيها ثلاث من كبريات شركات النفط العالمية، التي تمتلك وتدير احتياطيين ضخمين في المحافظة؛ وهي شركة أرامكو السعودية، وشيفرون السعودية، إضافة إلى شركة أرامكو لأعمال الخليج. وتحتل الخفجي مكانة متقدمة جدا في لائحة أبرز المدن السعودية الجاذبة للاستثمار، حيث شهدت تغييرات كبيرة خلال السنوات الماضية، بعد القرار الشجاع الذي اتخذته القيادة السعودية بالاستغناء عن شركة الزيت العربية "اليابانية"، وتولي الشركة الوطنية "أرامكو لأعمال الخليج" إدارة حصة الجانب السعودي في الجزء المغمور من المنطقة المحايدة المقسومة، إذ غيرت "أرامكو لأعمال الخليج" خريطة التنمية بمختلف مجالاتها في المحافظة بفضل المشاريع الاستثمارية والخدمية التي نفذتها. وساهم قرب الخفجي من دولة الكويت، في تميزها سياحيا. والزائر للخفجي يلاحظ أن المعدات الثقيلة للمقاولين منتشرة في باطن وزوايا المحافظة لاستكمال خدمات البنى التحتية والعلوية، وعمليات الحفر والردم لتنفيذ مشاريع كثيرة، وهناك جزء منها يندرج ضمن رؤية واضحة من أجل تقديم كافة الخدمات التي تحتاج إليها المحافظة. مدينة صناعية محافظ الخفجي المهندس بدر العطيشان قال ل"الوطن" إن محافظة الخفجي تمتلك عوامل كثيرة لجذب مزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية. ولعل وجود شركة مثل أرامكو لأعمال الخليج وعمليات الخفجي المشتركة يمثل عاملا أساسيا لجذب الاستثمارات، إضافة إلى المقومات السياحية ووجود المدينة الصناعية المتوقع إنشاؤها، وجرى الاستثمار في الموارد البشرية من خلال إنشاء أحياء سكنية راقية للموظفين، وقد أطلق على أحدها اسم الأمير فهد بن سلمان، وتوجد فيه 7 مدارس بلغت تكلفة بنائها أكثر من 350 مليون ريال. وأضاف، أنه يجري حالياً إنجاز مشاريع للغاز، وهنالك عمل جاد لتطوير حقول الغاز في المياه المغمورة في محافظة الخفجي، وهذا كله يعتبر جزءا من الدورة الاقتصادية والتنمية في المحافظة. بنية أساسية من جانبها تسعى بلدية الخفجي حاليا لتعميم خدماتها على خارطة المحافظة، وتهدف كما يقول رئيسها سعيد محمد، إلى إيصال خدمة الإسفلت إلى جميع شوارع أحياء المحافظة، كما أنها تعمل حالياً على إعادة تأهيل حي الخالدية بالكامل، وكذلك حي الملك فهد، حيث يقول "سنعيد تأهيل كافة شوارع الأحياء التي تحتاج لصيانة، وخلال هذا العام سننفذ أعمال السفلتة بشوارع أحياء "المحمدية" و"الفيحاء" و"الياسمين" و"النزهة" و"المروج"، إضافة إلى مخططي (72أ) و(72ب)". واستطاعت المحافظة في زمن قصير أن تحقق قفزات كبيرة في مجال التنمية والتطور. ومن المعلوم أن الخفجي خلال حرب الخليج الثانية وتحرير الكويت كانت مسرحا للعمليات، أما الآن فالخفجي تعتبر جاذبة لشركات القطاع الخاص الذي يمتلك مصالح اقتصادية كبيرة في المحافظة. وتعتمد مقومات الخفجي على مشاريع البترول ومشتقاته فضلا عن السياحة والمدينة الصناعية المتوقعة، وهذه العوامل ستسهم في جذب مزيد من الاستثمارات، إذ يتوقع أن تخدم الاقتصاد المحلي على مدى ال 15 عاما المقبلة. وتتمتع المحافظة بخدمات المياه والكهرباء والصرف الصحي وتصريف السيول، ومياه التحلية. وهناك وعود بأن تزود الخفجي بحلول عام 2013م بنحو 50 ألف متر مكعب من المياه المحلاة من المحطة التي ستفتتح في رأس الزور "رأس الخير"، على الرغم من أن المياه المتوافرة حاليا تسد حاجة السكان، فضلاً عن مشاريع استثمارية كبيرة ومشاريع تنمية عمرانية وخدمية تقام الآن. مطار إقليمي ويبقى هاجس إنشاء مطار إقليمي أو محلي في الخفجي من ضمن اهتمامات قاطنيها ومسؤوليها، واتخذت كافة الإجراءات بشأن ذلك، وسبق أن صدر عن مجلس المنطقة توجيه بإنشاء مطار في المحافظة. ولا يوجد مجال للمقارنة، بين ما كان يحدث قبل سنوات وما تم إنجازه حاليا، إذ لم يكن في السابق ما يدل على وجود عمليات تنمية في الخفجي، ولم تكن هناك مشاريع تنفذ لخدمة أهالي المحافظة، فالمستثمر الأجنبي كان اهتمامه أولا وأخيرا تحقيق أهدافه ومصالحه الخاصة لم يلق بالا لاحتياجات المحافظة وأهاليها، أما الآن فقد اهتمت شركة أرامكو لأعمال الخليج مع شركة عمليات الخفجي المشتركة بقضايا التنمية في شتى مجالاتها.