شهدت محافظة الخفجي التي تقع بمكانة متقدمة ضمن لائحة أبرز مدن المملكة الجاذبة للاستثمار، تغييرات كبيرة خلال السنوات الماضية، خاصة بعد القرار الشجاع الذي اتخذته القيادة السعودية بالاستغناء عن شركة الزيت العربية "اليابانية"، وتولي الشركة الوطنية "أرامكو لأعمال الخليج" إدارة حصة الجانب السعودي في الجزء المغمور من المنطقة المحايدة المقسومة بين المملكة ودولة الكويت الشقيقة ، وتمكن "أرامكو" من تغيير خريطة التنمية بمختلف مجالاتها في المحافظة بفضل المشاريع الاستثمارية والخدمية التي نفذتها. الخفجي في سطور يتراوح عدد سكان مدينة الخفجي بين 90- 100 ألف نسمة حسب آخر إحصائية وبلغ عدد المدارس فيها 80 مدرسة موزعة بين البنين والبنات بالإضافة إلى كلية البنات، وروضتين للأطفال ومعاهد تجارية أهلية ومعاهد اللغات الانجليزية وتعليم الحاسب الآلي ويقطن أهالي الخفجي في 15 حياً سكنياً تتوافر فيه مختلف الخدمات. واطلق على مدينة الخفجي منذ بداية نشأتها عدة أسماء، حيث ان مدينة الخفجي بها سكان من جميع انحاء المملكة ومن جنسيات مختلفة. وكل يؤول هذه الكلمة حسب اللهجة والنطق، ويشير الاصل اللغوي لهذه التسمية الخفجي نجد أنها ربما جاءت من المكان المنخفض. فكبار السن من اهلها يقولون الخفسي، وبعضهم الخفقي، ثم أبدلت السين والقاف الى جيم فقيل: الخفجي وربما سُميت الخفجي لملوحة مائها، فالخفيج الماء المالح في اللغة وربما وردت هذه التسمية من الخفج وهو نبات ينبت في الربيع لونه اشهب وله ورق عريض ولعله ارجح الاقوال. والخفجي أجمل ما تكون في أيام الربيع لامتداد صحرائها ووفرة مراعيها.. وربما نسبت الى إحدى القبائل الخفاجية القديمة وهي بطن من عقبل، فقيل خفاجي ثم خففت هذه الألف ونطقت الخفجي. كانت الخفجي منذ أكثر من ثلاثين سنة منطقة تنقل لأبناء البادية الذين يبحثون عن الكلأ والماء ممن لديهم ابل واغنام يقومون برعيها في هذه المنطقة التي تشتهر في فصل الربيع بالذات باخضرار أرضها ووفرة موارد المياه بها,، وقد استمرت هذه المنطقة بهذا الشكل حتى شهر ديسمبر 1957م الموافق لشهر جمادى الأولى 1377ه، حيث تم عقد اتفاقية الامتياز النفطي بين المملكة وشركة البترول التجارية اليابانية المحدودة. وفي العاشر من فبراير 1958م تأسست شركة الزيت العربية المحدودة، التي بدأت ببناء قاعدة دائمة لعملياتها في رأس الخفجي بسب موقعها المناسب للتنقيب عن البترول وعندما وجد البترول كان لزاماً على شركة الزيت طلب عمال للمساهمة في أعمال الشركة المتعددة وبناء منشآت الشركة وإدارة الخدمات الأساسية، وتم فتح فرص وظيفية أمام المواطنين الراغبين في الاستقرار والبحث عن عمل أفضل. وبعد ذلك توافد المواطنون من جميع أنحاء المملكة الى الخفجي بغرض العمل وكوَّنوا بذلك أول نواة لسكان مدينة الخفجي. وبدأت الخفجي تنمو تدريجياً ويتكاثر عدد سكانها لوجود البترول بها، وقام الأغلبية منهم بإحضار عائلاتهم للاستقرار وبدأ تزايد السكان مما استلزم معه ضرورة إيجاد الخدمات للمواطنين بهذه المنطقة. ومن أهم الأحداث التاريخية أن الخفجي استقبلت المغفور لهما الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود وسمو الشيخ عبدالله السالم آل الصباح أمير دولة الكويت لحضور احتفال الشركة الذي أقامته لأول شحنة نفط تم تصديرها في عام 1381ه الموافق 1961م. باقي الموضوع في الجريدة الورقية