ظاهر الربع «رؤيتنا لبلادنا التي نريدها، دولة قوية مزدهرة تتسع للجميع، دستورها الإسلام، ومنهجها الوسطية، تتقبل الآخر، سنرحب بالكفاءات من كل مكان، وسيلقى كل احترام من جاء ليشاركنا البناء والنجاح». بهذه الكلمات عبّر ولي العهد الأمير محمد بن سلمان آل سعود عما يريد فعله والمضي به قدما لاستشراف المستقبل بتوجه عصري مستدام، يعي أصالة الماضي وقوة الحاضر، ليؤسس لغدٍ مشرق، ما يعكس روح المسؤولية التي يعيها بحس القادة وطاقة الشباب الواعد. قصة النجاح تبدأ برؤية، وولي العهد جسد هذه الرؤية في نهجه السياسي والاقتصادي داخليا وخارجيا، ولعل أهم ما يذكر من إنجازات الأمير محمد بن سلمان والوعد الذي اتخذه على عاتقه للدفع بعجلة التنمية في المملكة، ومحاربة الفساد والتطرف، وتشجيع الاستثمار والتعاون والشراكة، حزمه الشديد، وصرامته الكبيرة في الدفاع عن مصالح المملكة ضد الأخطار الخارجية التي تهددها. زيارات ولي العهد السعودي لباكستانوالهندوالصين، تأتي لتؤكد حرص سموه على أهمية التعاون بين المملكة وهذه الدول في المجال السياسي والاقتصادي والعسكري، لتحقيق الأهداف المرجوة من «رؤية المملكة 2030»، للانتقال بالمملكة لمرحلة ما بعد النفط، وتعزيز الشراكة في المجالات السياسية والأمنية والتجارية والاستثمارية والثقافية معهم، لتحقيق توازن إقليمي وتفوق نووي لتعزيز الترسانة العسكرية في إطار تنافس وصراع القوى الرئيسة في المنطقة. باكستان هي عمق إستراتيجي وحليف قديم وقوي للمملكة، وما ترحيبها بسمو الأمير على مستوى القيادة والحكومة والشعب إلا دليل على عمق العلاقة بين البلدين. المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية صرح بأن رئيس الوزراء الهندي كسر البروتوكول ليكون أول مستقبلي ولي العهد فور وصوله للعاصمة الهنديةنيودلهي، مما يدل على أهمية الزيارة والضيف. وتأتي زيارة ولي العهد للصين المحطة الثالثة، للعمل على الاستثمار في بكين في مجال الطاقة المتجددة والاتصالات ومشروعات البنية التحتية والسكك الحديدية والطيران، وتعزيز الاستثمار بالمملكة، وبحسب كلام مستشار اقتصادي أن «المملكة تمتلك ميزانا تجاريا كبيرا مع الصين عن طريق وارداتها من السلع وصادرات المملكة من النفط ومشتقاته، وعلاقات المملكة الحالية باتجاه الشرق، سواء مع الهند أو باكستان أو الصين، هي عبارة عن علاقة تتميز بالتنوع الإستراتيجي السعودي والتوازن في المنطقة والقارة». ورشة عمل يومية وإنتاجية، وسرعة في الأداء والتجديد والتغيير وحفاظه على الضوابط الشرعية والعادات والأعراف الاجتماعية، هما من أهم أساليب الأمير محمد بن سلمان في عمله الإداري، مما انعكس على مفاصل العمل الحكومي، وأصبحت هناك مؤشرات للأداء تقيم وتراقب بشفافية وحزم ووضوح. حارب الفساد والتطرف الديني في البلاد، وأطلق عرّاب «السعودية الجديدة» مشاريع عملاقة نراها كل يوم وعلى الهواء مباشرة. نحن كشعب لسنا قلقين على مستقبل البلد بوجود سمو الأمير ولي العهد، كما قامت الدولة بسواعد أبنائها بعد توحيد المملكة على يد المغفور له -إن شاء الله- الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، طيب الله ثراه، بسواعد أبنائه اليوم سينهضون بالوطن ويفاجئون العالم من جديد بمستقبل أكثر إشراقا بعون الله، بثرواتها البشرية والطبيعية والمكتسبة التي أنعم الله بها عليها، كما صرح بذلك سمو ولي العهد، عمل على تنويع الاقتصاد وتحقيق الاستقرار الاقتصادي والاستدامة المالية، إلى جانب تحفيز القطاع الخاص والعمل على تحسين مستويات المعيشة للمواطنين. ليس هناك تحدٍّ واحد يذكر يقف في طريق سموه لتحقيق أهدافه سوى «الموت» كما ذكر سمو ولي العهد، أطال الله في عمره، وبارك له في عمله.