شدد المفتي العام للمملكة، رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، على ضرورة تجنب النقد اللاذع في خطب الجمعة، والابتعاد عن العبارات الجارحة والمبالغة والتشهير بذكر أخطاء أناس بأعيانهم، مطالبا بأن تكون الخطب نصائح موجهة اقتداء بالنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم. جاء ذلك في كتابه "نصيحة للخطباء" الذي يعد الإصدار الرابع عشر ضمن سلسلة الكتب العلمية التي أصدرتها الإدارة العامة للعلاقات العامة والإعلام بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد. وحذر آل الشيخ الخطباء من ذكر أسماء معينة، أو أشخاص معينين، مشيرا إلى أن الطريقة المثلى في تقويم السلوك وتهذيب الأخلاق في إيضاح الحق لا التصريح، فالخطيب يعالج القضايا علاجا شرعيا على منهاج الكتاب والسنة، مؤكدا أن الخطيب ليس سبّاباً، ولا شتاما، ولا مشهّرًا، ولا شامتا، ولا صاحب أقوال بذيئة، ويبنغي ألا يرغب الخطيب في التفاف الغوغاء حوله لكونه –كما يزعمون- شجاعاً وصريحاً. وأوضح أن الشجاعة مطلوبة، وكذلك الصراحة، لكن الشجاعة الحقة هي أن يقول الحق الواضح ويدلل عليه، وأن يكون هدفه إصلاح الأخطاء لا التشهير بها، وتقليل الأخطاء لا تكثيرها. وحذر آل الشيخ من الإعلام الجائر، وقال "نواجه تحديات من الأعداء ضد ديننا، وقيادتنا وأمننا، فهناك دعاية ضالة وآراء شاذة، وحملات إعلامية جائرة، فلابد للخطيب أن يكون واعيًا في كل أمر يضرّ بالأمة فيحذرها من الشرور، ومن الأفكار المنحرفة، والآراء الشاذة والعقائد الباطلة، والدعوات المضللّة بضوابط شرعية". وأكد آل الشيخ، أن خطبة الجمعة هي توعية للمجتمع، وتبصير للأمة، وهداية وإرشاد لهم، وأخذ بأيديهم لما فيه الخير والصلاح والهدى، وتنوير البصائر، وإيقاظ الهمم، وتنبيههم إلى ما ينفعهم في أمر دينهم ودنياهم، ومعالجة المشاكل التي تهدّد أمْنَ الفرد والمجتمع، ووضع الحلول المناسبة لها. وبيّن المفتي العام أن خطبة الجمعة لها أهمية كبيرة في الإسلام، ونفعها عظيم، فهي شعيرة من شعائر الإسلام، تشهدها الملائكة، وهي من أهم مجالات الدعوة إلى الله وأنفعها، مشيرًا إلى أنه يشترك في الاستماع لها العالم وطالب العلم والجاهل، ويشهدها الصغير والكبير على اختلاف طبقاتهم ومستوياتهم.