استأنف أنصار أصحاب السترات الصفراء مظاهراتهم في شوارع العاصمة باريس، أمس، للسبت الخامس على التوالي، بينما اعتقلت الشرطة الفرنسية 10 أشخاص من المتظاهرين. وقالت مصادر ميدانية إن الشرطة حاولت تفريق المتظاهرين في عدد من الأماكن بالقوة، حيث يحاول المحتجون الوصول إلى الشوارع المحيطة بالقصر الرئاسي وبجادة الشانزلزيه. وتمضي الاحتجاجات على وقع انتشار أمني مكثف حيث قامت السلطات بنشر أكثر من 8 آلاف شرطي و14 ألف مدرعة في باريس وحدها، تحسبا لأي أعمال عنف وتخريب قد تندلع. وأضافت المصادر أن السلطات اعتقلت 10 متظاهرين، كانوا يشاركون في احتجاجات السترات الصفراء، التي يبدو أنها تنحسر بسبب الأعداد القليلة التي استجابت لدعوات التظاهر أمس. مكافحة الشغب حسب المصادر فقد انتشرت قوات الأمن، المزودة بمعدات مكافحة الشغب تفريق المتظاهرين، صباح أمس، حول محطات القطارات المركزية، وعلى طول شارع الشانزليزيه الشهير، وشوهدت أكثر من 20 شاحنة للشرطة وعربة مزودة بمدافع مياه في مكان قريب. وفي نهاية الأسبوع الماضي، قامت مجموعات من المتظاهرين بتحطيم ونهب متاجر وإقامة حواجز مشتعلة في الشوارع. ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في وقت سابق إلى الهدوء خلال المظاهرات، التي تأتي بعد أيام من قرارات اتخذها بغرض تهدئة المحتجين. وتقود الاحتجاجات حركة «السترات الصفر»، التي بدأت مظاهراتها في 17 نوفمبر في البداية للاحتجاج على زيادة الضرائب على الوقود، لكنها سرعان ما تحولت إلى تعبير عن الغضب من ارتفاع تكاليف المعيشة في فرنسا، والإحساس بأن الحكومة منفصلة عن صراعات العمال اليومية. دعوات للتهدئة يذكر أنه بعد الاعتداء الإرهابي، الذي وقع الثلاثاء الماضي في ستراسبورج، وأسفر عن سقوط أربعة قتلى، أطلقت دعوات خصوصا من قبل الأغلبية، ومن الحكومة إلى عدم التظاهر السبت، لكن جزءا من المحتجين رفضها، معتبرا أن «لا علاقة تربط بين الأمرين». ودعا المعتدلون منهم الممثلون بمجموعة «السترات الصفراء الأحرار» إلى «هدنة»، ورأوا أنه «حان وقت الحوار»، لكن آخرين أبدوا تصميمهم على النزول إلى الشوارع من جديد، للحصول على مكاسب اجتماعية واقتصادية جديدة.