في وقت يتصاعد الصدام بين الرئيسين التركي، رجب طيب أروغان، والأميركي دونالد ترمب، والذي جاء على خلفية احتجاز أنقرة للقس الأميركي أندرو برانسون، ورد واشنطن بفرض عقوبات على وزيرين تركيين، فضلا عن فرض رسوم بنسبة 20 % على الصلب والواردات التركية و50 % على الألومنيوم، الأمر الذي انعكس سلبا على الليرة، قال مراقبون إن هذا الصدام جاء بسبب تمسك تركيابإيران، كون أردوغان يعلم أنه في حال سقوط إيران، فإن تركيا ستلحقها فورا، مشيرين إلى أن كلا النظامين في أنقرة وطهران باتا في وضع صعب جدا إثر العقوبات الأميركية. وبين المراقبون أن الغضب الأميركي تجاه تركيا قد يمتد إلى وضعها في حلف الناتو، في حال عدم التزام أنقرة بالمطالب الأميركية، وفي المقدمة منها التزام أنقرة بالعقوبات الأميركية على إيران، وأن تعتمد نظم تسليحية تتوافق مع الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي«الناتو». تهاوي الإنجازات أوضح المراقبون أن الإنجازات التي قال الرئيس التركي إنه أحرزها تهاوت، وعادت الأوضاع الاقتصادية تقريبا إلى الفترة التي سبقت توليه الحكم عام 2002، مضافا إليها أزمات مستفحلة مع حلفاء تركيا من الاتحاد الأوروبي إلى الولاياتالمتحدة، علاوة على جبهات مشتعلة على الحدود الجنوبية مع سورية، مشيرين إلى أن انحدار الاقتصاد التركي، وصل ذروته في أغسطس 2018، عندما سجلت الليرة التركية انهيارا تاريخيا، وبلغ الدولار 7.24 ليرات تركية، وبلغ التضخم في تركيا في يوليو الماضي 16 %، وهو أعلى مستوى منذ 14 عاما، علاوة على بقاء نسبة البطالة أيضا فوق 10 %، مما يعني عدم قدرة الحكومة على زيادة عائدات الضرائب لتغطية العجز في الميزانية، البالغ 50 مليار دولار. وأكد الخبراء أن الوضع الحالي في تركيا جاء نتيجة سلسلة الأزمات التي أثارها أردوغان والتي وصل بعضها إلى حد التدخل العسكري، وكان لها تداعيات اقتصادية خطيرة مع الجميع تقريبا، من الاتحاد الأوروبي إلى الدول العربية، وأخيرا مع الولاياتالمتحدة بشأن القس المحتجز برانسون.
تقليم الأظافر قالت تقارير إن الرئيس الأميركي يستطيع تقليم أظافر تركيا الاقتصادية، وربما بترها أيضا، وإنه لا طريق لعودة الهدوء بين أنقرةوواشنطن إلا بعودة أنقرة إلى الاتزام بالقرارات الدولية، ونسيان شراء منظومة S400 الروسية أو HQ9 الصينية، وتسليم القس الأميركي المحتجز بتركيا دون شروط، وعدم المطالبة مجددا بتسليم الداعية فتح الله غولن المقيم فى ولاية بنسلفانيا الأميركية.