تمر تركياوالولاياتالمتحدة بأخطر أزمة دبلوماسية بينهما منذ عقود بعد قرار واشنطن فرض عقوبات على وزيرين تركيين على خلفية احتجاز قس أمريكي وتوعد أنقرة بالرد. وتدهورت العلاقات بين الدولتين بعدما أعلنت وزارة الخزانة فرض عقوبات اقتصادية على وزيري القضاء عبدالحميد غول والداخلية سليمان سويلو التركيين. وأكدت أنقرة منذ مساء الأربعاء أنها ستتخذ تدابير «مماثلة بدون إبطاء». وأعلن وزير الخزانة التركي وصهر الرئيس براءة البيرق أمس أن العقوبات الأمريكية «غير مقبولة» مشيرا إلى أن تأثيرها على الاقتصاد التركي سيكون «محدودا». وفي بادرة نادرة تنم عن وحدة صف، نددت الكتل النيابية للأحزاب التركية في بيان مشترك بهذه العقوبات الأمريكية معلنة «نقول لا لتهديدات الولاياتالمتحدة». وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض ساره ساندرز «نعتقد أنه كان ضحية معاملة ظالمة من جانب الحكومة التركية»، معلنة العقوبات بحق الوزيرين التركيَين. وأوضحت الخزانة الأمريكية مصادرة ممتلكات وأصول الوزيرين المتهمين بلعب دور محوري في اعتقال القس. كما منعت إدارة ترامب أي مواطن أمريكي من مزاولة أعمال معهما. وسخر عبد الحميد غول من العقوبات وأعلن «لا أملك شجرة ولا قرشا واحدا في الولاياتالمتحدة». وانعكس الإعلان عن العقوبات الأمريكية على الليرة التركية المتدهورة بالأساس، فتراجعت أمس إلى أدنى مستوى تاريخي لها وقدره أكثر من خمس ليرات للدولار. ولم يصدر حتى الآن أي رد فعل عن الرئيسي التركي رجب طيب إردوغان على العقوبات الأمريكية، كما أن السلطات التركية لم تعط أي مؤشر حول التدابير المقابلة التي تعتزم اتخاذها ضد الولاياتالمتحدة. ملفات خلافية رئيسية بين البلدين: فتح الله غولن -وجود الداعية غولن في الولاياتالمتحدة حيث يقيم في المنفى هو ربما أكثر ما يثير غضب أنقرة التي تتهمه بتدبير محاولة الانقلاب في 15 يوليو 2016. أمريكيون معتقلون في تركيا -كان اعتقال القس الأميركي برانسون، القضية التي تسببت باندلاع الأزمة الحالية بين أنقرةوواشنطن. وتتهم أنقرة القس بالتجسس لحساب شبكة غولن. قضية «بنك خلق» -حكمت محكمة أمريكية في مايو على محمد هكان أتيلا مساعد المدير العام السابق لمصرف «بنك خلق» التركي الحكومي بالسجن لإدانته بالاحتيال المصرفي والتآمر لانتهاك العقوبات الأميركية على إيران. الفصائل الكردية في سوريا -تأخذ تركيا على واشنطن تقديمها الدعم لوحدات حماية الشعب الكردية في قتالها ضد داعش. وتعتبر أنقرة الوحدات امتدادا لحزب العمال. التقارب بين أنقرة وموسكو -تتعاون أنقرةوتركيا بشكل وثيق حاليا في الملف السوري، لكن واشنطن متخوفة من الاتفاق الذي أبرمته تركيا لشراء أنظمة دفاع جوي روسية من طراز «إس 400» لا تتوافق مع أنظمة حلف الناتو.