توقعت مصادر دبلوماسية أمس أن يصوت مجلس الأمن خلال اجتماعه حتى ساعة متأخرة من مساء أمس، على قرار تقدمت به السويد والكويت لوقف فوري لإطلاق النار مدة 30 يوما في سورية بغية إيصال المساعدات الإنسانية وإجلاء الجرحى والمرضى. ويطالب مشروع القرار الذي يدخل حيز التنفيذ 72 ساعة بعد إقراره برفع الحصار عن الغوطة الشرقية واليرموك والفوعا وكفريا. وكانت قوات النظام السوري قد صعدت من عملياتها في الغوطة الشرقية قرب العاصمة السورية دمشق، أمس، وذلك قبل ساعات من تصويت في مجلس الأمن الدولي على قرار لوقف إطلاق النار، وقال شهود عيان إن موجة جديدة من القصف استهدفت الغوطة الشرقية في سورية بلا هوادة. يأتي ذلك لليوم السادس على التوالي، حيث كثفت طائرات النظام من قصفها للجيب المكتظ بالسكان شرقي العاصمة، وهو آخر معقل لمقاتلي المعارضة قرب دمشق. 426 قتيلا وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن التصعيد الأخير أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 426 شخصا، وإصابة مئات آخرين، ومن بين القتلى 98 طفلا على الأقل، فيما أشارت منظمات خيرية طبية إلى أن الطائرات أصابت أكثر من 10 مستشفيات، الأمر الذي يجعل مهمة علاج المصابين شبه مستحيلة. وذكر المرصد أن طائرات النظام السوري ومدفعيته استهدفت دوما وزملكا وبلدات أخرى في الجيب في الساعات الأولى من صباح أمس. يذكر أن قرابة 400 ألف شخص يعيشون في الغوطة الشرقية، وهو جيب مؤلف من بلدات ومزارع تحاصره قوات النظام السوري منذ 2013. ضرورة الهدنة كان مبعوث الأممالمتحدة لسورية، ستافان دي ميستورا، قد ناشد فرض هدنة لوقف واحدة من أسوأ الهجمات الجوية خلال الحرب، ومنع وقوع «مذبحة». ونقلت وسائل إعلام عن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قوله، إن روسيا على استعداد للتصويت لصالح مسودة قرار مجلس الأمن الدولي بشأن وقف إطلاق النار في سورية، فيما دعا الرئيس الفرنسي ماكرون والمستشارة الألمانية ميركل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى دعم مشروع القرار المطروح في مجلس الأمن الدولي، والذي يقضي بإعلان هدنة إنسانية في سورية.
مطالب الاتحاد الأوروبي من جانبه، طالب الاتحاد الأوروبي، أمس، بوقف فوري لإطلاق النار في الغوطة الشرقية، وإدخال شاحنات المساعدات إليها، مستخدما بيانا شديد اللهجة للتعبير عن غضبه من القصف الذي تتعرض له الغوطة. وقال الاتحاد الأوروبي في بيان، إنه «لا يجد الاتحاد الأوروبي كلمات لوصف الرعب الذي يعيشه سكان الغوطة الشرقية». وشدد البيان، الذي وافقت عليه كل حكومات الدول الأعضاء، وعددها 28، على «دخول المساعدات الإنسانية دون عوائق»، مؤكدا أن «حماية المدنيين واجب أخلاقي وأمر عاجل، ووقف القتال بأسرع وقت».