موجة جديدة من قصف قوات النظام السوري وحلفائه استهدفت الغوطة الشرقية في سورية بلا هوادة اليوم الجمعة في سباق مع جدال سياسي داخل أروقة مجلس الأمن على قرار ينتظر التصويت عليه ويطالب بوقف بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما في أنحاء البلاد. ولليوم السادس على التوالي قصفت طائرات حربية الجيب المكتظ بالسكان شرقي العاصمة وهو آخر معقل لمقاتلي المعارضة قرب دمشق. ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إن التصعيد الأخير أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 426 شخصا وإصابة مئات آخرين. ومن بين القتلى 98 طفلا على الأقل. وتقول منظمات خيرية طبية إن الطائرات أصابت أكثر من عشرة مستشفيات الأمر الذي يجعل مهمة علاج المصابين شبه مستحيلة. وذكر المرصد ومقره بريطانيا أن طائرات الحكومة ومدفعيتها استهدفت دوما وزملكا وبلدات أخرى في الجيب في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة. ولم يرد تعقيب بعد من الجيش السوري. وأفاد شاهد، طلب عدم نشر اسمه، عبر الهاتف من دوما أن القصف الذي حدث في الصباح الباكر هو الأشد حتى الآن. وقال ساكن آخر يدعى بلال أبو صلاح في بلدة حمورية إن القصف استمر "مثل الأيام الأخرى". وأضاف "عندما يتوقف القصف لبضع دقائق تخرج سيارات الدفاع المدني إلى الأماكن التي استُهدفت. ويعملون على رفع الركام من الطرق". وحملة القصف المستمرة منذ مساء يوم الأحد هي من بين الأشد في الحرب التي تقترب من عامها الثامن. وقال الدفاع المدني في الغوطة الشرقية إن عماله هرعوا لمساعدة المصابين بعد الضربات على بلدة حمورية صباح اليوم. وتقول خدمة الطوارئ التي تعمل في أراض تحت سيطرة المعارضة إنها انتشلت المئات من تحت الأنقاض في الأيام الأخيرة. ويزعم نظام دمشقوموسكو إنهما لا تستهدفان سوى المتشددين وإنهما تريدان منع مقاتلي المعارضة من قصف العاصمة بالمورتر. واتهمتا مقاتلي المعارضة باحتجاز السكان دروعا بشرية في الغوطة. وزعمت الوكالة العربية السورية للأنباء التابعة للنظام اليوم الجمعة إن الفصائل في الغوطة الشرقية المحاصرة قصفت أحياء في دمشق بالقذائف وإن الجيش يوجه ضربات لأهداف تابعة للمسلحين ردا على ذلك. وقال حمزة بيرقدار المتحدث باسم هيئة أركان جيش الإسلام إن الجماعة أحبطت تسعة هجمات شنها مقاتلون موالون للنظام في محاولة لاقتحام جبهة جنوب شرقي الغوطة. ويعيش قرابة 400 ألف شخص في الغوطة الشرقية وهو جيب مؤلف من بلدات ومزارع تحاصره الحكومة منذ 2013. وناشد مبعوث الأممالمتحدة لسورية فرض هدنة لوقف واحدة من أسوأ الهجمات الجوية خلال الحرب ومنع وقوع "مذبحة". وكرر مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا اليوم الجمعة دعوته لوقف القصف "المروع" للغوطة الشرقية المحاصرة . ويدرس مجلس الأمن الدولي قرارا صاغته الكويت والسويد يطالب "بوقف الأعمال القتالية في أنحاء سوريا" لمدة 30 يوما للسماح بتسليم المساعدات وعمليات الإجلاء الطبية. ومن المقرر التصويت على القرار اليوم الجمعة. ولا يشمل القرار جماعات تنظيم داعش وتنظيم القاعدة وجبهة النصرة. وتقول موسكوودمشق إنهما يستهدفان هذه التنظيمات في الغوطة. وانهارت سريعا عدة محاولات سابقة لوقف إطلاق النار في سورية خلال الصراع متعدد الأطراف الذي أدى لمقتل مئات الآلاف وتشريد 11 مليون شخص.