صعدت قوات النظام السوري من عملياتها في الغوطة الشرقية قرب العاصمة السورية دمشق، أمس، وذلك قبل ساعات من تصويت في مجلس الأمن الدولي على قرار لوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما في أنحاء البلاد، وقال شهود عيان إن موجة جديدة من القصف استهدفت الغوطة الشرقية في سورية بلا هوادة. يأتي ذلك لليوم السادس على التوالي، حيث كثفت طائرات النظام من قصفها للجيب المكتظ بالسكان شرقي العاصمة، وهو آخر معقل لمقاتلي المعارضة قرب دمشق. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن التصعيد الأخير أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 426 شخصا، وإصابة مئات آخرين، ومن بين القتلى 98 طفلا على الأقل، فيما أشارت منظمات خيرية طبية إلى أن الطائرات أصابت أكثر من 10 مستشفيات، الأمر الذي يجعل مهمة علاج المصابين شبه مستحيلة. وذكر المرصد أن طائرات النظام السوري ومدفعيته استهدفت دوما وزملكا وبلدات أخرى في الجيب في الساعات الأولى من صباح أمس. يذكر أن قرابة 400 ألف شخص يعيشون في الغوطة الشرقية، وهو جيب مؤلف من بلدات ومزارع تحاصره قوات النظام السوري منذ 2013. الموقف الروسي
نقلت وسائل إعلام عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله، إن روسيا على استعداد للتصويت لصالح مسودة قرار مجلس الأمن الدولي بشأن وقف إطلاق النار في سورية، فيما دعا الرئيس الفرنسي ماكرون والمستشارة الألمانية ميركل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى دعم مشروع القرار المطروح في مجلس الأمن الدولي، والذي يقضي بإعلان هدنة إنسانية في سورية. ومن جانبه، طالب الاتحاد الأوروبي، أمس، بوقف فوري لإطلاق النار في الغوطة الشرقية، وإدخال شاحنات المساعدات إليها، مستخدما بيانا شديد اللهجة للتعبير عن غضبه من القصف الذي تتعرض له الغوطة. وقال الإتحاد الأوروبي في بيان إنه «لا يجد الاتحاد الأوروبي كلمات لوصف الرعب الذي يعيشه سكان الغوطة الشرقية». وشدد البيان، الذي وافقت عليه كل حكومات الدول الأعضاء، وعددها 28، على «دخول المساعدات الإنسانية دون عوائق»، مؤكدا أن «حماية المدنيين واجب أخلاقي وأمر عاجل، ووقف القتال بأسرع وقت». أسوأ الهجمات كان مبعوث الأممالمتحدة لسورية، ستافان دي ميستورا، قد ناشد فرض هدنة لوقف واحدة من أسوأ الهجمات الجوية خلال الحرب، ومنع وقوع «مذبحة». ويدرس مجلس الأمن الدولي قرارا صاغته الكويت والسويد يطالب «بوقف الأعمال القتالية في أنحاء سورية» لمدة 30 يوما للسماح بتسليم المساعدات وعمليات الإجلاء الطبية. وانهارت سريعا عدة محاولات سابقة لوقف إطلاق النار في سورية خلال الصراع متعدد الأطراف، الذي أدى إلى مقتل مئات الآلاف وتشريد 11 مليون شخص.