انطلقت أمس، المرحلة الثانية من عملية تحرير الفلوجة، من ثلاثة محاور، بمشاركة جهاز مكافحة الإرهاب والشرطة المحلية وأفواج عشائر المحافظة. وقال معاون قائد عمليات الفلوجة، اللواء هادي رزيج، في حديث إلى "الوطن" إن القوات الأمنية المكلفة بواجب اقتحام المدينة استطاعت تحرير ناحية الصقلاوية، كما رفعت العلم العراقي فوق مبنى مقر شرطة ناحية النعيمية، مشيرا إلى أنها أصبحت على بعد 4 كلم من مركز قضاء الفلوجة، مؤكدا اعتماد خطة لإخلاء المدنيين من القضاء ونقلهم إلى مخيمات النازحين. وقال "بمساعدة مصادرنا داخل القضاء أبلغنا المدنيين بالتوجه إلى أماكن قريبة من القوات الأمنية، لنقلهم إلى مخيمات أعدت لاستقبالهم في ناحية الحبانية وقضاء الخالدية". عداء طائفي أشارت مصادر إلى أن عملية تحرير الفلوجة كشفت العداء الطائفي لدى ميليشيات الحشد الشعبي التي شاركت في المعارك مستهدفة أبناء الطائفة السنية، خلال تفجير مساجدهم ونهب منازلهم. ورغم قرار رئيس مجلس الوزراء، حيدر العبادي، والتحالف الدولي، بحصر مشاركة ميليشيات الحشد في حصار المدينة وعدم مشاركتها في الأعمال العسكرية، فإن مصادر أفادت بأن الميليشيات شاركت في المعارك في منطقتي الكرمة والسجر. كما تحدثت المصادر عن وقوع انتهاكات من ميليشيات الحشد في هذه المنطقة، كتفجير مئذنة وجزء من حرم الجامع الكبير في الكرمة. كما امتدت الانتهاكات إلى عدد من المباني الحكومية، إذ أحرقت دائرة إصدار الجنسية والأحوال المدنية وسط بلدة الكرمة، إضافة إلى إحراق وسلب منازل المدنيين. سرقة وتفجير في 28 مايو الماضي، اتهم شيوخ ووجهاء مدينة الكرمة في محافظة الأنبار، مقاتلي الحشد بتفجير مسجدين ونهب عشرات المنازل، بعد يومين من طرد مسلحي "داعش" من المدينة. وقال الشيخ مؤيد الجميلي "ميليشيات الحشد الشعبي قامت بتفجير مسجدي الكرمة الكبير، وإبراهيم العلي الحسون، وسرقت عشرات المنازل، وكتبت عبارات طائفية على عدد من جدران المنازل منها "الحشد الشعبي فوق أهالي الكرمة". يذكر أن مسؤولين سُنّة كانوا أبدوا مخاوفهم من مشاركة فصائل الحشد الشعبي، في الحملة العسكرية التي انطلقت الإثنين الماضي، لاستعادة مدينة الفلوجة، كبرى مدن الأنبار، من تنظيم داعش. وكانت منظمات محلية وأجنبية معنية بحقوق الإنسان، وجهت العام الماضي، لعناصر الحشد، اتهامات مماثلة بقتل مدنيين، لدى استعادة مناطق ذات غالبية سكانية سُنية في محافظتي صلاح الدين وديالى.