كشفت مصادر أمنية أن ما تسمى ب"اللجنة الثورية العليا" عقدت اجتماعا عاصفا أمس، برئاسة زعيمها، محمد علي الحوثي، تناول أزمة انهيار الريال اليمني. وناقشت ما توافر لديها من أدلة حول تورط المخلوع علي عبدالله صالح، وأعوانه في تلك الأزمة، إضافة إلى قيامه باختلاق أزمة طاحنة في المواد الاستهلاكية، لإحداث حالة من الغضب الشعبي على الجماعة الانقلابية، والتمهيد لحالة فوضى عارمة. وقالت مصادر داخل الحركة الانقلابية -رفضت الكشف عن هويتها- في تصريحات إلى "الوطن" إن أعضاء اللجنة أبدوا غضبهم الكبير من تصرفات المخلوع، ومساعيه إلى سحب البساط من تحت أرجلهم، مضيفة أن بعض أعضاء اللجنة اقترحوا تقديم صالح إلى محكمة عسكرية، وأن رئيس اللجنة، محمد علي الحوثي، وافق على المقترح وتعهد بإنزال العقاب بالمخلوع، ملمحا إلى أن العقوبة المتوقعة تصل حد الإعدام بالرصاص. تجفيف الأسواق كانت مصادر داخل العاصمة قد كشفت ل"الوطن" أن عناصر موالية للمخلوع قامت خلال الأيام الماضية بشراء كافة المعروض من الدولار وبقية العملات الصعبة، بأسعار عالية، بغرض إحداث ندرة في السوق تؤدي إلى ارتفاع أسعار تلك العملات مقارنة بالريال اليمني، لإلحاق خسائر إضافية بالأخير. كما قام آخرون بشراء كميات كبيرة من السلع الغذائية المعروضة في الأسواق بأسعار مرتفعة وتخزينها في مخازن تقع على أطراف العاصمة، إضافة إلى إيعاز المخلوع لكبار التجار والمستوردين الموالين له بالتوقف عن عرض ما لديهم من مواد تموينية، وعدم عرضها للبيع، للتسبب في ارتفاع أسعارها. وهو ما حدث بالفعل خلال الأسبوع الماضي، عندما انهار سعر الريال اليمني أمام الدولار بمستوى غير مسبوق، كما ارتفعت أسعار السلع الاستهلاكية فجأة إلى أرقام فلكية بسبب الندرة الشديدة التي عانتها الأسواق.
تهميش الانقلابيين أضافت المصادر أن المخلوع اتخذ تلك الخطوات ردا على محاولات وفد الحوثيين في مفاوضات السلام اليمنية الدائرة حاليا في الكويت تهميش عناصره في الوفد، والإساءة إليهم، على غرار ما قام به مدير مكتب زعيم التمرد، مهدي المشاط، الذي قام بتوجيه شتائم نابية وألفاظ مقذعة لياسر العواضي، القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه المخلوع صالح، مما دفعه إلى تجميد مشاركته في المفاوضات والاعتكاف في غرفته بقصر بيان. إضافة إلى تصريحات سابقة لرئيس الوفد محمد عبدالسلام، وصف فيها المخلوع بأنه "ثعبان غير مأمون الجانب". وتابعت المصادر قائلة إن تهديدات الجماعة الانقلابية هذه المرة بإعدام المخلوع تبدو جدية، بسبب حالة التململ الشديدة التي تعانيها العاصمة، والتذمر الشديد الذي أبداه المواطنون، وهو ما حذرت منه مصادر في أجهزة أمنية.