كشفت مصادر اقتصادية يمنية عن وقوف المخلوع، علي عبدالله صالح، وراء الانهيار المتسارع للريال اليمني أمام الدولار، مشيرة إلى أنه يهدف لإثارة الشارع اليمني ضد الانقلابيين الحوثيين، وإيجاد حالة من عدم الاستقرار تمهد لحدوث فوضى عارمة بالبلاد. وقال المركز الإعلامي للمقاومة، نقلا عن اقتصادي يمني – رفض الكشف عن هويته – إن عناصر تابعة للمخلوع ظلوا يجوبون خلال اليومين الماضيين على كل محلات الصرافة في العاصمة صنعاء، ويقومون بشراء الدولار بأسعار مرتفعة للغاية، مما تسبب في حدوث ارتفاع غير مسبوق، بسبب الندرة الحادة التي حدثت في كمية المعروض من العملات الصعبة. وأضاف المصدر أن الموقف الأخير للمخلوع يأتي على خلفية استشراء الخلافات بين عناصره ووفد الحوثي خلال مشاركتهم في مشاورات السلام الجارية حاليا في اليمن. الرغبة في الانتقام عقب التهميش الذي عانى منه ممثلو المخلوع في المشاورات، والإساءات التي وجهها لهم الحوثيون، لجأ صالح إلى محاولة الانتقام من شركائه في الانقلاب، عبر إحداث أزمة اقتصادية، تتدرج من اختفاء الدولار من الأسواق، وحتى حدوث ارتفاع غير مسبوق في أسعار السلع الغذائية، مما يدفع المواطنون إلى الخروج للشوارع، وأضافت المصادر أن صالح يستخدم هذا الأسلوب لمساومة الحوثيين ودفعهم نحو تقديم المزيد من التنازلات له. نقل المركز عن المحلل السياسي سليم الزايدي قوله إن المخلوع بات يشعر بأن جماعة الحوثيين تفوقت عليه في المجالين العسكري والسياسي، واستطاعت استبعاده من المشهد، بعد التفاهمات التي تمت بينها وبين المملكة بخصوص الهدنة على الحدود بين البلدين، إضافة إلى التسليم بحصولها على نسبة للمشاركة في الحكومة الانتقالية، بعد تحولها إلى حركة سياسية، لذلك لم يجد أمامه غير اللعب بآخر الأوراق المتوفرة في يده، وهي إثارة الشارع ضد الحوثيين، عبر اختلاق أزمة اقتصادية تنتج عن انهيار سعر الدولار، واختفاء السلع المعيشية من الأسواق وارتفاع أسعارها إلى مستويات غير مسبوقة.
تقديم المصالح الخاصة أضاف الزايدي أن عناصر تابعة للمخلوع صالح باتت تشتري السلع الغذائية بأسعار مرتفعة وتقوم بتخزينها في مخازن على أطراف صنعاء، كما أوعز لكبار التجار الموالين له بعدم عرض سلعهم واختلاق ندرة في الأسواق، لتأليب الرأي العام ضد جماعة الحوثيين. واختتم بالقول "هذه التصرفات تثبت ما ظللنا نردده من أن المخلوع لا يهمه مصير البلاد أو مستقبلها، فهو يركز فقط على تحقيق أهدافه، دون النظر إلى ما سيحدث في البلاد من أزمة طاحنة، وما لجأ صالح لهذا الأسلوب إلا لإدراكه أن الزمن قد تخطاه، وتجاوزته الأحداث، لذلك يريد التخطيط للعودة من جديد ولو على جماجم اليمنيين".