تعقد المنظمة العربية للتنمية الإدارية "المؤتمر الإقليمي لبحث تداعيات الأزمة النفطية على إدارة الاقتصادات العربية" على مدى يومي 17 و18 مايو المقبل. وقال المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الإدارية، الدكتور ناصر القحطاني، في بيان أمس، إن "المؤتمر سيعقد بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، وسيبحث سبل مواجهة تداعيات الأزمة النفطية التي يمر بها العالم الآن وانعكاساتها على إدارة الاقتصادات العربية". أكبر الأزمات أضاف القحطاني أن "الاقتصاد العالمي يمر منذ فترة ليست بالقصيرة بإحدى أكبر الأزمات في التاريخ الحديث، وذلك بسبب الانخفاض الحاد والمتسارع في أسعار النفط العالمية، وانعكاسات ذلك على اقتصادات كافة الدول قاطبة، بما في ذلك الدول العربية سواء ما كان منها منتجا أو مصدرا أو مستهلكا، مما يؤثر على معدلات النمو وموازين المدفوعات وأسعار السلع والخدمات". وهناك أسباب كثيرة للهبوط الحاد في أسعار النفط، منها وفرة الإنتاج وضخ كميات تفوق حاجة الأسواق، وخاصة بعد الازدياد المطرد في إنتاج النفط الصخري الأميركي، ومن ثم إلغاء الولاياتالمتحدة لقيود تصدير النفط الأميركي أو زيادة معدلات الإنتاج من قبل العديد من الدول، سواء كانت ضمن منظمة الدول المصدرة للنفط (الأوبك)، وخاصة بعد استمرار العمل بسياستها التي اعتمدتها في ديسمبر 2014، والتي تستهدف المحافظة على حصتها من الأسواق العالمية مقابل زيادة المعروض من النفوط عالية الكلفة كالنفط الصخري، والنفوط المنتجة من الحقول الهامشية بالمقارنة مع نفوط دول الأوبك المعروفة بانخفاض كلف إنتاجها. معدلات الطلب رافق ذلك إصرار الدول المنتجة خارج الأوبك (وهي مسؤولة عن ثلثي الإنتاج) كروسيا ودول من أميركا اللاتينية وغيرها على رفع معدلات إنتاجها بحيث تفوقت كل من أميركا وروسيا على المملكة العربية السعودية بمعدلات إنتاجها السنوية، والإصرار على إلقاء مسؤولية الحفاظ على الأسعار على كاهل دول الأوبك، وبشكل خاص الدول العربية منها، والمطلة على الخليج العربي، وهناك أيضا انخفاض معدلات النمو الاقتصادي، وبالتالي عدم نمو معدلات الطلب على النفط كما كان متوقعا من قبل وكالات الطاقة والمتخصصين في هذا المجال وبشكل خاص انخفاض معدلات النمو والطلب في دول آسيوية وعلى رأسها الصين". خارطة طريق قال مستشار المنظمة العربية للتنمية الإدارية ومنسق عام المؤتمر، الدكتور بسمان الفيصل، إن "الهدف من عقد المؤتمر هو تسليط الضوء بموضوعية على أسباب الأزمة، ومن ثم المساهمة في إدراك خارطة طريق وحلول لمواجهة آثارها وتداعياتها، حيث يشهد نقاشات موسعة من جانب نخبة من المتخصصين والخبراء في هذا المجال من منظمات دولية وإقليمية، وسيبحثون مستقبل أسعار النفط في السوق العالمية والنفط الصخري وآثار الأزمة النفطية على مستوى دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والعالم".