بعد يوم من إعلان إنشاء جسر الملك سلمان الرابط بين مصر والسعودية، اتفقت القاهرة والسعودية أمس على إنشاء منطقة تجارة حرة في سيناء - أول مشروع مرتبط بالجسر- إضافة إلى إقامة صندوق استثمار برأسمال 60 مليار ريال سعودي. وشهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مساء أمس، بقصر عابدين في القاهرة، توقيع الاتفاقيتين ضمن 17 اتفاقية جديدة .أعلن مجلس الوزراء المصري أمس أن اللجنة الفنية لتعيين الحدود البحرية بين مصر والمملكة العربية السعودية أسفرت عن أن جزيرتي صنافير وتيران تقعان داخل المياه الإقليمية السعودية. وقال المجلس إن التوقيع والتصديق على اتفاق تعيين الحدود البحرية سيسفر عن تمكين مصر من الاستفادة من المنطقة الاقتصادية الخالصة في البحر الأحمر وما توفره من فرص للاستكشاف والتنقيب عن موارد طبيعية إضافية للدولة، لافتا إلى أنه سيتم عرض اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية على مجلس النواب لمناقشتها وطرحها للتصديق عليها طبقا للإجراءات القانونية والدستورية المعمول بها. وأصدر مجلس الوزراء بيانا بشأن الاتفاقيات مع المملكة أكد فيه أن الزيارة التاريخية التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لمصر خلال الفترة 11 أبريل الجاري شهدت - من 7 التوقيع على العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في كثير من المجالات المهمة بين الجانبين، مشيرا إلى أن الجانبين المصري والسعودي يوليان أهمية مشتركة لتنمية سيناء لما تحمله من أهمية إستراتيجية وموقع متميز، وما تمثله من حلقة وصل بين البلدين، فضلا عما تزخر به من إمكانات واعدة في العديد من المجالات مثل التعليم والسياحة وغيرهما، حيث تم التوقيع أمس على اتفاقية مشروع جامعة الملك سلمان بمدينة الطور، واتفاقية مشروع التجمعات السكنية، وذلك ضمن برنامج الملك سلمان بن عبدالعزيز لتنمية شبه جزيرة سيناء. منطقة تجارة حرة بسيناء وإنشاء صندوق استثمار ب 60 مليار ريال وقعت مصر والمملكة العربية السعودية أمس، اتفاقية لإنشاء صندوق استثمار بقيمة 60 مليار ريال، بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والرئيس عبدالفتاح السيسي. ونقل التلفزيون المصري مراسم توقيع ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ووزيرة الاستثمار المصرية داليا خورشيد، على اتفاقية إنشاء صندوق الاستثمار السعودي المصري بين صندوق الاستثمارات العامة السعودي والكيانات التابعة له والحكومة المصرية والكيانات التابعة لها. وجرى خلال المراسم توقيع اتفاقيات تشمل إنشاء منطقة تجارة حرة في سيناء ومشروع محور التنمية بطول 90 كيلومترا وإنشاء محطة كهرباء وتجمع زراعي . من ناحية ثانية، أقام الرئيس السيسي بقصر عابدين أمس، حفل عشاء احتفاء بزيارة خادم الحرمين الشريفين، والوفد المرافق له لجمهورية مصر العربية. حضر حفل العشاء عدد من الأمراء، والوزراء أعضاء الوفد الرسمي والمرافق لخادم الحرمين الشريفين خلال زيارته الحالية لجمهورية مصر العربية، فيما حضره من الجانب المصري أعضاء الحكومة المصرية.
قطاع الطاقة قال البيان إنه نظرا لما يمثله قطاع الطاقة من أهمية حيوية للعمل والصناعة والاستثمار، فضلا عن إدراك الجانبين أهمية وسائل الطاقة الجديدة، بالإضافة إلى الوسائل التقليدية، فقد وقع الجانبان على اتفاقية للتعاون في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، وأخرى بشأن مشروع توسعة محطة كهرباء غرب القاهرة، فضلا عن مذكرة تفاهم تنفيذية في مجال الكهرباء. وأضاف أن الجانبين وقعا أيضا على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في المجالات ذات الصلة بالاستثمار والنهوض بالقطاعات الحيوية التي توفر المنتجات الصناعية والسلع الزراعية اللازمة لتعزيز التبادل التجاري، فضلا عن إتاحة الوسائل اللازمة لتيسير حركة التجارة بين البلدين الشقيقين وتوفير المناخ المناسب والجاذب للعمل والاستثمار. الازدواج الضريبي لفت إلى أنه تم التوقيع في هذا الصدد على اتفاقية خاصة بتجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب الضريبي في شأن الضرائب على الدخل، واتفاقية تعاون في مجال النقل البحري والموانئ، وأربع مذكرات تفاهم للتعاون في مجالات العمل، والمجالات الزراعية، والتجارة والصناعة، وحماية النزاهة ومكافحة الفساد. وفي الشأن الثقافي، أشار البيان إلى أنه تم التوقيع على ثلاثة برامج تنفيذية أحدها برنامج تربوي ثقافي بين وزارتي التعليم في البلدين، بالإضافة إلى آخر للتعاون الثقافي، وبرنامج ثالث للتعاون في مجال الإذاعة والتلفزيون. الجزيرتان تقع جزيرة تيران في مدخل مضيق تيران الذي يفصل خليج العقبة عن البحر الأحمر، ويبعد 6 كيلومترات عن ساحل سيناء الشرقي، وتبلغ مساحة الجزيرة 80 كيلومترا مربعا، وكانت الجزيرة نقطة للتجارة بين الهند وشرق آسيا، وكانت بها محطة بيزنطية لجبي الجمارك للبضائع. كما تقع جزيرة صنافير بجوار جزيرة تيران من ناحية الشرق، وتبلغ مساحتها حوالي 33 كيلومترا مربعا. وتصنع الجزيرتان ثلاثة ممرات من وإلى خليج العقبة، الأول منها يقع بين ساحل سيناء وجزيرة تيران، وهو أقرب إلى ساحل سيناء، وهو الأصلح للملاحة، ويبلغ عمقه 290 مترا، ويسمى ممر "إنتربرايز"، والثاني يقع أيضا بين ساحل سيناء وجزيرة تيران، ولكن أقرب إلى الجزيرة، ويسمى ممر "جرافتون"، ويبلغ عمقه 73 مترا فقط، في حين يقع الثالث بين جزيرتي تيران وصنافير ويبلغ عمقه 16 مترا فقط. الوفد عن مصادر إسرائيلية: بناء الجسر البري إعلان حرب القاهرة: الوطن نقلت صحيفة الوفد المصرية عن مصادر إسرائيلية أمس اعتراض تل أبيب على مشروع جسر الملك سلمان بين مصر والسعودية، وأكدت أن الإذاعة الإسرائيلية بثت تقريرا عن الاعتراض الإسرائيلي على مشروع الجسر البري. وأضافت أن إسرائيل تعتبر بناء جسر فوق جزيرتي تيران وصنافير الواقعتين عند مدخل خليج العقبة يمثل "تهديدا إستراتيجيا لها لأنه يعرض حرية الملاحة من وإلى منفذها البحري الجنوبي للخطر"، مؤكدة أن الإذاعة ذكرت أنها تعتبر إغلاق مضيق تيران "سببا مباشرا للحرب". وأشارت الإذاعة إلى أن "معاهدة كامب ديفيد الموقعة بين إسرائيل ومصر تؤكد حق حرية الملاحة عبر مضيق تيران، حيث تنص المادة الخامسة منها على أن الطرفين يعتبران مضيق تيران من الممرات المائية الدولية المفتوحة لكافة الدول دون عائق أو إيقاف لحرية الملاحة أو العبور الجوي، كما يحترم الطرفان حق كل منهما في الملاحة والعبور الجوي من وإلى أراضيه عبر مضيق تيران".