نفى مصدر مسؤول في الحكومة اليمنية صحة الأنباء التي روجت لها وسائل إعلامية قريبة من جماعة الحوثيين الانقلابية، بأن الحكومة تنوي اتخاذ موقف سلبي من بعض القبائل والعائلات الكبيرة التي ساندت الانقلابيين، مشيرا إلى أن السلطات الشرعية لا تتعامل بمبدأ التعميم، وتحاسب كل شخص بأفعاله. قال رئيس هيئة الأركان العامة، اللواء محمد علي المقدشي، إن الرئيس عبدربه منصور هادي أصدر توجيها واضحا، بأن "الهاشميين" ليسوا أعداء، وهم جزء من النسيج الوطني، ولن تتم معاملتهم أعداءً، على الرغم من وقوف معظمهم مع التمرد، وأنه ستتم محاسبة كل من شارك في جرائم الميليشيات، أو أسهم في المعارك، أو ارتكب جرما بحق الوطن أو المواطن، سواء كان هاشميا أو غيره، وسينال عقابه الرادع وفقا للنظام والقانون. أضاف المقدشي أن الحوثي بحربه الهمجية دمر الشعب اليمني، وحاول خلال ممارساته العنصرية زرع الأحقاد على الهاشميين في اليمن، وأن الحكومة ستعمل على معالجة هذا الأمر، عقب القضاء على التمرد، ولن تسمح لأي جهة باستهداف فئة معينة من الشعب، بناء على أحكام عامة غير دقيقة. اعتبارات عنصرية قال المركز الإعلامي للمقاومة، إن جماعة الحوثيين المتمردة سعت كثيرا إلى تعميق الخلافات العرقية والمناطقية وسط أبناء المجتمع الواحد، وذلك عبر التمييز في التعامل مع المواطنين بناء على خلفيات عائلية، مما أوجد حالة من الاحتقان حتى داخل الانقلابيين أنفسهم، إذ اتبعت سياسة تقوم على تقسيم الشعب إلى فئتين: قناديل، وهم أبناء العائلات الهاشمية والأسر الكبيرة المرموقة، وزنابيل: وهم أفراد عامة الشعب. وكانت الفئة الأولى تُقدّم على ما سواها، حتى في جبهات القتال، وتضعهم في الصفوف الخلفية التي لا تكون فيها خطورة على حياتهم، وتمنحهم كثيرا من الامتيازات والمناصب، ليس بمعيار الكفاءة والخبرة، إنما لدوافع عرقية، فيما يعاني المقاتلون من عامة الشعب من وضعهم في صفوف القتال الأمامية، ولا يمنحون كميات كافية من الغذاء. التمييز بين الجثث أضاف المركز، أنه حتى في التعامل مع جثث القتلى، كان الانقلابيون يتبعون سياسة تقوم على التمييز، ويتجاهلون سحب جثث قتلاهم من عامة الشعب، ويرفضون استلامها، حتى عندما بادرت المقاومة الشعبية بنقلها لهم. وفي الوقت ذاته أبدوا حرصا على استعادة جثث بعض أبناء العائلات الكبيرة، لإصرار عائلاتهم على استردادها ودفنها في صنعاء. وتسببت تلك الممارسات في إشعال حالة من الغضب وسط القبائل اليمنية، دفعت كثيرا منها إلى الإحجام عن إرسال أبنائهم إلى القتال في صفوف الميليشيات، لا سيما بعد وصول أعداد كبيرة من جثث القتلى، إضافة إلى إقدام الانقلابيين على دفن جثث مئات المسلحين في قبور جماعية، والاكتفاء بإبلاغ عائلاتهم بمقتلهم. كما لجأت جماعة الحوثيين في حالات كثيرة إلى خداع القبائل الموالية لها، إذ جندت أعدادا كبيرة من صغار السن، وتعهدت لعائلاتهم بأن دورهم سيكون غير قتالي، وسيتم وضعهم في بعض نقاط الحراسة والأعمال اللوجستية، لكنها بادرت إلى الزج بهم في جبهات القتال الأمامية، دون إخضاعهم لدورات عسكرية.