لم تجد ميليشيات التمرد الحوثي بدا من السماح للأطقم الطبية بتطعيم المئات من مقاتليها الأطفال الذين لم تتجاوز أعمارهم 12 عاما، ضد أمراض شلل الأطفال والحصبة الألمانية، وهو ما عده مراقبون اعترافا يستوجب الإدانة، بسبب تجنيد الأطفال الذي يتعارض مع القوانين الدولية. ودأب الحوثيون على استخدام الأطفال في القتال، بعد خداع عائلاتهم بأن دورهم سيقتصر على الحراسة والأعمال اللوجيستية. فيما يعتبر تأكيدا لتجنيدها الأطفال ضمن ميليشياتها، سمحت جماعة الحوثيين المتمردة لأطقم طبية بتحصين المئات من مقاتليها ضد أمراض شلل الأطفال والحصبة الألمانية. وأشار مراقبون إلى أن صورا متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي تمثل إدانة لميليشيات التمرد، لأن كل القوانين الدولية تمنع تجنيد الأطفال أو مشاركتهم في القتال، سواء أكان بموافقة عائلاتهم أو بدونه، مؤكدين أن ميثاق الأممالمتحدة لحماية الطفولة شدد على عدم السماح لمن هم دون الثامنة عشرة بالمشاركة في أعمال قتالية. وبات من المشاهد المعتادة في العاصمة صنعاء والكثير من المدن والمحافظات، مشاهدة أطفال في سن العاشرة، وهم بالكاد يستطيعون حمل الأسلحة، حيث يستغل الحوثيون الأسر الفقيرة، ويقدمون لها إغراءات مالية للسماح بتجنيد أطفالها، بعد أن يقدموا لها تعهدات بأنهم لن يشاركوا في القتال بصورة فعلية، وأن دورهم سيقتصر على الحماية وتقديم بعض الخدمات اللوجستية. إلا أن أولئك الأطفال الذين لم يحظوا بتدريب عسكري كانوا يفاجأون بأنهم في صفوف القتال الأمامية. مخالفة القانون قال الناشط السياسي في عدن، حسن البكري، في تصريحات إلى "الوطن": إن المجتمع الدولي مطالب باتخاذ إجراء صارم ضد ميليشيات الحوثيين المتمردة، بسبب ارتكابها أفعالا تخالف القوانين الإنسانية، وأضاف "المقاومة أثبتت كثيرا، بالأدلة القطعية والمستندات والصور أن مئات الأطفال تم تجنيدهم في صفوف الانقلابيين، وأنهم يحشدون في صفوف القتال الأمامية، وأعداد كبيرة من هؤلاء وقعوا أسرى بأيدي مقاتلي المقاومة الشعبية، الذين أعادوهم مرة أخرى لعائلاتهم". وأضاف "الحوثي اختطف الأطفال من مدارسهم، وزج بهم في جبهات القتال، وبعد وقوعهم في الأسر أكدوا أنهم تعرضوا لخدعة كبيرة.