وجهت روسيا الاتحادية صفعة جديدة للمخلوع علي عبدالله صالح، حيث رفضت الطلب الذي تقدم به في خطابه الأخير بالتدخل في اليمن، مشيرة إلى أن موقفها معروف ومؤيد للتحالف العربي الذي تقوده المملكة. وأشارت مصادر داخل حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه المخلوع إلى أن السفير الروسي بصنعاء، فيلاديمير ديدو شكين، أكد أن بلاده تقف على الحياد، ولن تقدم على التدخل في الأزمة اليمنية، وأن موقفها ينسجم مع الإجماع الدولي في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، الداعي إلى انسحاب الانقلابيين من كل المناطق التي اجتاحوها، وإعادة الأسلحة لمخازن الجيش اليمني. معلومات استخبارية وقال السفير الروسي إن المعلومات المتوافرة لدى بلاده تؤكد أن قوات التحالف العربي على وشك استعادة العاصمة من الانقلابيين، وأن تحرير صنعاء مسألة وقت ليس إلا. ونصح كل القوى الانقلابية بضرورة التجاوب مع الجهود الدولية التي يبذلها المبعوث الدولي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد. وتابع المصدر قائلا إن المخلوع صالح كان يعول على قيام روسيا بوساطة دولية لإخراجه من اليمن، وصرح بذلك كثيرا خلال الفترة الماضية وقالها صراحة في خطابه الأخير، الأحد الماضي. إلا أن موسكو حزمت أمرها وقررت النأي عن التدخل في الأزمة اليمنية، والاكتفاء بدورها في مجلس الأمن الدولي الداعم لمهمة المبعوث الدولي. تساقط الرهانات وقال المحلل السياسي سليم البيحاني إن المخلوع كان يظن أن روسيا ستقف إلى جانبه، وتتدخل باليمن على غرار ما فعلت في سورية، دون أن يدرك الفرق بين الاثنين، وقال في تصريحات إلى "الوطن"، "ضيق الأفق السياسي الذي يعاني منه المخلوع، وعدم إدراكه لما يجري في العالم من حوله، دفعاه إلى استجداء روسيا أكثر من مرة، وها هو السفير الروسي يوجه له صفعة قوية عله يفيق من أحلام اليقظة التي يعاني منها، ويعترف بأن دوره السياسي قد انتهى، وأن غاية ما يستطيع فعله هو الإذعان التام لرغبة المجتمع الدولي، وتنفيذ طلباته المتمثلة في تنفيذ القرار 2216". وأضاف البيحاني "الرهانات التي ظل صالح يعتمد عليها خلال الفترة الماضية باتت تتسرب من بين يديه، وها هي ورقة روسيا تسقط وليس أمامه سوى التجاوب مع رغبات شعبه وإنهاء تحالفه مع المتمردين الحوثيين، لأنه لن يكتب له النجاح".