أبلغت الحكومة الروسية نظيرتها اليمنية، من خلال خطاب رسمي، بتأييدها المطلق لتطبيق القرار 2216 الصادر عن مجلس الأمن لدعم الشرعية في اليمن، مشيرة إلى انتهاكات الانقلابيين الحوثيين وميليشيات المخلوع صالح له خلال الفترة الماضية. وفسر مراقبون الموقف الروسي على أنه تغيير كبير في سياسة موسكو تجاه اليمن، التي ظلت غامضة تجاه الالتزام بتنفيذ القرار 2216. وقال الأستاذ في جامعة الحديدة، نصر البيحاني إن موسكو أدركت أخيرا أن المتمردين الحوثيين وفلول الرئيس المخلوع هم السبب الرئيسي في تأزيم الأوضاع في اليمن، من خلال إصرارهم على مواصلة الحرب العبثية التي افتعلوها في اليمن. وأضاف في تصريحات إلى "الوطن": "الإعلان الروسي الأخير يعد انقلابا كاملا في موقف موسكو من المتمردين الحوثيين، وبعد أن كان موقفها تجاههم يتسم بالغموض، ها هي تفصح الآن عن موقفها بكل وضوح، بعد أن بدا لها أنهم السبب الرئيسي في استمرار الأزمة". ومضى البيحاني قائلا: "الزيارات المتكررة التي قامت بها شخصيات قيادية إلى موسكو، بدءاً من الزيارة التاريخية لولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وزيارة وزير الخارجية عادل الجبير، وصولا إلى الزيارة الأخيرة لولي عهد أبوظبي الأمير محمد بن زايد إلى موسكو كان لها أثر كبير في تغيير الموقف الروسي تجاه الأزمة اليمنية، حيث كثفت الدبلوماسية الخليجية من جهودها لإقناع موسكو بتغيير موقفها، وهو ما يبدو أنه تحقق بالفعل بعد إعادة تقييم الموقف من جميع جوانبه". بدوره، أكد المتحدث باسم الحكومة اليمنية، راجح بادي، أهمية القرار الروسي، مشيرا إلى أنه يعني أن المتمردين باتوا بمعزل عن أي دعم خارجي، حتى ولو كان سياسياً، وأضاف في تصريحات صحفية "التمرد الحوثي أخطأ في حساباته، عندما عول كثيرا على الدعم الإيراني عسكريا، والروسي سياسيا، وها هو يحرم من الاثنين، فبعد أن حرمتهم قيادة التحالف من أي دعم عسكري، عبر تشديدها الحظر المفروض على كافة المنافذ اليمنية، ها هي تحرمهم من الدعم السياسي، عبر الإعلان الروسي الأخير، الذي جاء بعد جهود عربية مكثفة، استطاعت تغيير وجهة نظر القيادة الروسية وإقناعها بإعادة تقييم الموقف من جديد".