نطوي اليوم في رخاء الوطن وأمنه 117 عاما، منذ تأسيسه على يد المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، طيب الله ثراه.. أطراف منفصلة وهجر متباعدة جمعها المؤسس، فتحولت الهجر إلى مدن تزخر بالنهضة والنماء. في الخامس من شوال عام 1319 للهجرة، بدأ الملك المؤسس يبني ويجمع الشتات، حاملا لواء كلمة التوحيد وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو من قال: "أنا أدعو لدين الإسلام، ولنشره بين الأقوام، وأنا داعية لعقيدة السلف الصالح وعقيدة السلف الصالح هي التمسك بكتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم". ترعرع في البادية، ردد ذلك في كلماته واشتهرت مقولته: "أنا ترعرعت في البادية.. فلا أعرف أصول الكلام وتزويقه.. ولكن أعرف الحقيقة عارية من كل تزويق.. إن فخرنا وعزنا بالإسلام". نصح والتزام الملك المؤسس مؤمن بالمشورة التي يكون أساسها النصح والتزام الحق، وكان يرى طيب الله ثراه أن السير على غير مشورة ليس إلا مجلبة للنقص وللهوى، وقال: نحن نريد المشورة أن تجمع بين السنة وبين ما أمرنا الله به. ومرت المملكة منذ يوم التأسيس وعلى مر السنوات بالعديد من التحديات التي تجاوزتها بالنماء والأمن ولا يمكن أن يرتكز بلدا بهذا النماء والتطور المتسارع، إلا على لحمة مواطنيه ووحدتهم، وإمكانيات الأجهزة الحكومية التي تسير على نهج قادة البلاد بالشريعة الإسلامية والسنة النبوية. الملك المؤسس ولد الملك عبدالعزيز في 19 ذي الحجة بمدينة الرياض عام 1293 / 1876 ونشأ في كنف والده، الذي عهد به إلى الشيخ القاضي عبدالله الخرجى، فتعلم مادتي القراءة والكتابة على يديه، وحفظ بعضا من سور القران الكريم، ثم قرأه كاملا على يد الشيخ محمد بن مصيبيح، كما درس جانبا من أصول الفقه والتوحيد على يد الشيخ عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ. وعرف عنه ولعه بالفروسية وركوب الخيل منذ صباه.. جهود الملك عبدالعزيز في تأسيس المملكة وبنائها شملت كثيرا من مظاهر الحياة حينذاك السياسية، والإدارية والاقتصادية والاجتماعية فمن إنشاء الهجر التي عزم على إقامتها من أجل جمع شمل القبائل وتوفير البيئة الاجتماعية المناسبة لخدمتهم وتحسين معيشتهم ودمجهم في مجتمع واحد إلى اهتمامه بالسياسة منذ دخوله الرياض، حيث وضع أسسها ومبادئها على تأسيس دولة حديثة تستند على الشريعة الإسلامية والسنة النبوية في نواحيها كافة. ولم يدع الملك المؤسس مجالا يدعم البنية التحتية للدولة إلا وأعطاه حقه من التأسيس والرعاية في مجالات مختلفة كإنشاء الطرق والمواصلات وربط مناطق بلاده المترامية الأطراف بأنظمة البرق والبريد والهاتف، وحفلت حياة الملك المؤسس بالكفاح والبناء اللذين امتدا أكثر من خمسين عاما، وكانت وفاته ضحى الإثنين 2 ربيع الأول 1373 الموافق 9 نوفمبر 1953 وصلى عليه في الحوية، ونقل في الحال بالطائرة إلى الرياض فدفن في مقبرة أسلافه من آل سعود. الملك سعود تولى مقاليد الحكم بعد وفاة والده الملك عبدالعزيز – رحمه الله – يوم الإثنين 2 ربيع الأول 1373 (9 نوفمبر 1953). وظل الملك سعود يتولى دفة الحكم حتى اليوم السابع والعشرين من شهر جمادى الآخرة سنة 1384 (2 نوفمبر 1964)، حيث بويع ولي عهده فيصل بن عبدالعزيز ملكا على البلاد. ومن أهم إنجازاته: أنه سار على نهج والده الملك عبدالعزيز، واهتم بالأمور ذات الصلة بالمسائل الإسلامية والعربية فدعم القضية الفلسطينية، وساند مصر في العدوان الثلاثي الذي تعرضت له في 1956، وشهد عهده قيامه بزيارات داخلية عدة في أنحاء المملكة وزيارات خارجية لتوثيق عرى التعاون مع الدول المجاورة والصديقة. وفي عهده أنشئ عدد من الوزارات. الملك فيصل أسند إليه أخوه الملك سعود سلطات واسعة ومنها مراجعة وتعديل ما يحتاج إلى تعديل، وصدرت عدة أنظمة عندما كان وليا للعهد منها: • نظام مجلس الوزراء الذي حل محله نظام مجلس الوزراء ذو الرقم أ / 91 وتاريخ 27/8/1412. • نظام الموظفين العام الذي حل محله نظام الخدمة المدنية. • الأنظمة المالية • نظام المقاطعات • نظام البلديات نظام التأديب.. وغير ذلك. كما قام بإجراءات مالية وإدارية أسهمت كثيرا في استقرار الأوضاع في المملكة وخاصة المالية، وفي عهده ملكا ضم جامعة الملك عبدالعزيز الأهلية إلى الدولة وتحويل الكليات والمعاهد العلمية إلى جامعة هي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وتحويل كلية البترول إلى جامعة البترول والمعادن. وفي عهده كانت حرب العاشر من رمضان 1393 السادس من أكتوبر 1973 فوقفت المملكة موقفا مشرفا، ليس بقطع إمداد البترول للدول المؤيدة لإسرائيل، وإنما أيضا بالتأييد المادي والمعنوي للدول التي دخلت الحرب، ما أسهم كثيرا فيما حققته المعركة من انتصارات. الملك خالد بايعه البيت السعودي والعلماء والأعيان وأبناء الشعب السعودي ملكا على المملكة يوم الثلاثاء الثالث عشر من ربيع الأول 1395 - 25 مارس 1975، وبويع الأمير فهد بن عبدالعزيز وليا للعهد. يتميز عهد الملك خالد بالرخاء الاقتصادي العميم الذي أسهم في رقي النهضة الحضارية في شتى المرافق، فشهدت النهضة التعليمية في البلاد السعودية تطورا كبيرا، حيث تم افتتاح جامعتي الملك فيصل بالدمام وأم القرى بمكة المكرمة. الملك فهد من أبرز المناصب التي تولاها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد، تعيينه أول وزير للمعارف للمملكة، ثم عين وزيرا للداخلية في عام 1382-1962، ونائبا لرئيس مجلس الوزراء عام 1387-1967، إضافة إلى منصبه وزيرا للداخلية. وقدم الملك فهد كثيرا من الإنجازات التي تفوق الحصر على الصعيد الإسلامي، ويأتي في قمة إنجازاته الإسلامية مشروع خادم الحرمين الشريفين لعمارة الحرمين الشريفين، وتوسعتهما، إضافة إلى حركة الإنشاء والتعمير التي شملت الأراضي المحيطة بالحرمين كي ينعم الحجاج والمعتمرون والزوار والمصلون والأهالي بالراحة والأمن والاستقرار، ومن ثم كان أحب لقب إليه لقب خادم الحرمين الشريفين وقد أعلن رسميا استبدال لقب صاحب الجلالة ليكون اللقب الرسمي خادم الحرمين الشريفين في الرابع والعشرين من صفر 1407 - 1986. الملك عبدالله الابن العاشر في سلسلة أبناء الملك عبدالعزيز آل سعود الذكور، وبعد وفاة الملك فهد، تولى الملك عبدالله الحكم في الأول من أغسطس 2005. وعرِف الملك عبدالله بن عبدالعزيز باهتمامه بشؤون العرب والمسلمين، تجسّد ذلك في حرصه على جمع كلمتهم على الحق، ووحدة الهدف والمصير، فهو رجل يؤمن بأن الإسلام هو الرابط القوي، والدّعامة الصلبة لوحدة الأمة العربية والإسلامية. ولأجل تحقيق ذلك الهدف قام بكثير من المحاولات لاحتواء الخلافات، وتقريب وجهات النظر، فلم يترك دولة عربية إلا زارها، وما فتئ يقدم كل المساعدات المختلفة إلى بعض الدول الإسلامية. الملك سلمان تمت مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ملكا، في 3 ربيع الآخر 1436 - 23 يناير 2015، وكان الملك سلمان قد قضى أكثر من عامين ونصف وليا للعهد ونائبا لرئيس مجلس الوزراء إثر تعيينه في 18 يونيو 2012 بأمر ملكي، كما بقي حينها في منصبه وزيرا للدفاع وهو المنصب الذي عُيّن فيه منذ 5 نوفمبر 2011 قبل ذلك كان الملك سلمان أميرا لمنطقة الرياض لأكثر من 50 عاما. ولد سلمان بن عبدالعزيز في الخامس من شوال 1354- 31 ديسمبر 1935 في الرياض وهو الابن الخامس والعشرون لمؤسس المملكة. نشأ مع إخوانه في القصر الملكي في الرياض، حيث كان يرافق والده في اللقاءات الرسمية مع ملوك وحكام العالم، وحصل على كثير من الشهادات الفخرية والجوائز الأكاديمية.