تكريم 6 جهات متقدمة في مؤشر نُضيء    الرياض مقرا لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب    اختتام أعمال منتدى المدينة للاستثمار    النفط يتراجع بسبب مخاوف زيادة المعروض وارتفاع الدولار    نقاط الخلاف تعرقل الحل النهائي لوقف الحرب في غزة    السعودية تنظّم منتدى الرياض الدولي الإنساني فبرايل المقبل    لاجئو السودان يفرون للأسوأ    استبعاد صالح الشهري من المنتخب السعودي    القبض على شخص بمنطقة حائل لترويجه أقراصاً خاضعة لتنظيم التداول الطبي    أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    إصدار النسخة الأولى من السجل الوطني للتميز المدرسي    مشروعات علمية ل480 طالبا وطالبة    "كايسيد" يعزز من شراكاته الدولية في أوروبا    «مستشفى دلّه النخيل» يفوز بجائزة أفضل مركز للرعاية الصحية لأمراض القلب في السعودية 2024    كافي مخمل الشريك الأدبي يستضيف الإعلامي المهاب في الأمسية الأدبية بعنوان 'دور الإعلام بين المهنية والهواية    "الشركة السعودية للكهرباء توضح خطوات توثيق عداد الكهرباء عبر تطبيقها الإلكتروني"    د.المنجد: متوسط حالات "الإيدز" في المملكة 11 ألف حالة حتى نهاية عام 2023م    الأمير سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف.    النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ووزير الداخلية بالكويت يزور مركز العمليات الأمنية في الرياض    جامعة الدول العربية تعلن عن تجهيز 10 أطنان من الأدوية إلى فلسطين    فعاليات يوم اللغة العربية في إثراء تجذب 20 ألف زائر    «الحياة الفطرية» تطلق 66 كائناً فطرياً مهدداً بالانقراض في محمية الملك خالد الملكية    أمين عام رابطة العالم الإسلامي يلتقي بابا الفاتيكان    لا تكتسب بالزواج.. تعديلات جديدة في قانون الجنسية الكويتية    الدفعة الثانية من ضيوف برنامج خادم الحرمين يغادرون لمكة لأداء مناسك العمرة    رضا المستفيدين بالشرقية استمرار قياس أثر تجويد خدمات "المنافذ الحدودية"    تجمع القصيم الصحي يعلن تمديد عمل عيادات الأسنان في الفترة المسائية    بلسمي تُطلق حقبة جديدة من الرعاية الصحية الذكية في الرياض    وزارة الداخلية تواصل تعزيز الأمن والثقة بالخدمات الأمنية وخفض معدلات الجريمة    وزارة الصحة توقّع مذكرات تفاهم مع "جلاكسو سميث كلاين" لتعزيز التعاون في الإمدادات الطبية والصحة العامة    أمانة جدة تضبط معمل مخبوزات وتصادر 1.9 طن من المواد الغذائية الفاسدة    نائب أمير مكة يفتتح غدًا الملتقى العلمي الأول "مآثر الشيخ عبدالله بن حميد -رحمه الله- وجهوده في الشؤون الدينية بالمسجد الحرام"    وزير العدل: مراجعة شاملة لنظام المحاماة وتطويره قريباً    أمير نجران يدشن مركز القبول الموحد    استعراض أعمال «جوازات تبوك»    المملكة تؤكد حرصها على أمن واستقرار السودان    البنوك السعودية تحذر من عمليات احتيال بانتحال صفات مؤسسات وشخصيات    متعب بن مشعل يطلق ملتقى «لجان المسؤولية الاجتماعية»    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    إن لم تكن معي    الطفلة اعتزاز حفظها الله    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    لمن القرن ال21.. أمريكا أم الصين؟    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    لمحات من حروب الإسلام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وقفات للتاريخ في الذكرى ال(82) ليوم الوطن
الملك عبد العزيز أسس لدولة عظيمة في رسالتها وإنجازاتها ومكانتها الإقليمية والدولية
نشر في الجزيرة يوم 23 - 09 - 2012


الجزيرة - قبلان محمد الحزيمي:
تحل ذكرى يومنا الوطني في تاريخ راسخ لا ينسى، ذكرى تجديد عهد لقيادتنا وحكومتنا الرشيدة، استلهام عبر واعتزاز بملحمة بطولة قادها المؤسس لهذا الكيان الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - الذي وحد هذه البلاد جاعلاً دستورها القرآن الكريم، مستمداً نظامها من الشريعة السماوية، غارساً العدل والمساواة بين المواطنين ومن يعيش على أرض هذا الوطن.
وقد تسابقت أقلام المؤرخين لتسجيل تلك المسيرة العظيمة ورسم ملامح البطولة والتطور المذهل الذي قاده الملك عبد العزيز وأبناؤه من بعده لهذه البلاد المباركة كما قامت دارة الملك عبد العزيز بجهود كبيرة ومميزة في توثيق ذلك:
(في الخامس من شهر شوال عام 1319ه الموافق للخامس عشر من شهر يناير (1902م) تمكن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود من استرداد الرياض والعودة بأسرته إليها لكي يبدأ صفحة جديدة من صفحات التاريخ السعودي ويعد هذا الحدث التاريخي نقطة تحول كبيرة في تاريخ المنطقة نظراً لما أدى إليها من قيام دولة سعودية حديثة تمكنت من توحيد معظم أجزاء شبه الجزيرة العربية، وتحقيق إنجازات حضارية واسعة في شتى المجلات.
ولقد توفرت للملك عبدالعزيز الصفات القيادية العظيمة التي مكنته من حمل مسؤولية تأسيس دولة حديثة كانت المنطقة في أمس الحاجة إليها، فقد عرف عن الملك عبدالعزيز تمسكه بالعقيدة ودفاعه عنها وإيمانه الشديد بربه عز وجل وتطبيق شرع الله في جميع جوانب الحياة ومن صفاته بره بوالده وأسرته ومحبته للخير والعلم وشجاعته وفروسيته وكرمه العظيم.
والملك عبدالعزيز رجل متعدد المواهب والصفات حيث استطاع أن يوحد بلداناً وقبائل وشعوب وأن ينشر الأمن والاستقرار في منطقة شاسعة ومن أهم خصاله إيمانه بالله قبل كل شيء ونبل هدفه الذي اعتمد فيه على الله عز وجل ثم على أبناء شعبه في تحقيقه وقوة شخصيته وموهبته القيادية وحكمته المتميزة، ومن صفاته أيضاً صبره على المكاره وإنسانيته ورحمته بالغير رغم قوته، وعفوه عند المقدرة، وعرف عن الملك عبدالعزيز أنه لم يحقد على أحد حتى تجاه من ناصبه العداء أو أساء إليه، بل تمكن من تحويل خصومه إلى أصدقاء مخلصين وعاملين له.
ويعد استرداد الرياض من أعظم الأحداث التاريخية التي ظهرت فيها علامات قوة الشخصية وحسن القيادة لدى الملك عبدالعزيز والخبرة التي اكتسبها بنفسه.
وبعد استرداد الرياض واصل الملك عبدالعزيز كفاحه مدة تزيد على ثلاثين عاماً من أجل توحيد البلاد، وتمكن من توحيد العديد من المناطق من أهمها:
- جنوب نجد وسدير والوشم 1320ه (1902م).
- القصيم 1322ه (1904م).
- الأحساء 1331ه (1913م).
- عسير 1338ه (1919م).
- حائل 1340ه (1921م).
وتم للملك عبدالعزيز ضم منطقة الحجاز في عامي 1343ه و1344ه (1925م) وفي عام 1349ه (1930م) تم استكمال توحيد منطقة جازان.
تلقب الملك عبدالعزيز في عهده إضافة إلى لقب «الإمام» بعدد من الألقاب أمير نجد ورئيس عشائرها 1319ه (1902م).
سلطان نجد 1339ه (1921م).
سلطان نجد وملحقاتها 1340ه (1922م).
ملك الحجاز وسلطان نجد وملحقاتها 1345ه (1926م).
ملك الحجاز ونجد وملحقاتها 1345ه (1927م).
ملك المملكة العربية السعودية 1351ه (1932م).
وفي السابع عشر من شهر جمادى الأولى عام 1351ه الموافق التاسع عشر من شهر سبتمبر عام 1932م صدر أمر ملكي للإعلان عن توحيد البلاد وتسميتها باسم «المملكة العربية السعودية» اعتباراً من الخميس 21 جمادى الأولى عام 1351ه الموافق 23 سبتمبر 1932م (الأول من الميزان).
وتوج هذا الإعلان جهود الملك عبدالعزيز العظيمة الرامية إلى توحيد البلاد وتأسيس دولة راسخة تقوم على تطبيق أحكام القرآن والسنة النبوية الشريفة، وتم تحديد يوم الأول من الميزان الموافق للثالث والعشرين من شهر سبتمبر ليصبح اليوم الوطني للمملكة، وبهذا الإعلان تم تأسيس المملكة العربية السعودية التي أصبحت دولة عظيمة في رسالتها وإنجازاتها ومكانتها الإقليمية والدولية.
التأسيس والبناء:
بدأت مراحل التأسيس والبناء في عهد الملك عبدالعزيز منذ دخوله الرياض عام 1319ه (1902م)، حيث تركزت على الجوانب الدينية والإدارية والعسكرية، والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فقد أسس الملك عبدالعزيز العديد من المؤسسات الإدارية منها: المجالس الإدارية، ومجلس الوكلاء، ومجلس الشورى وإدارة المقاطعات ورئاسة القضاء والمحاكم الشرعية ووزارة الخارجية ووزارة المالية ووزارة الدفاع ووزارة المواصلات ووزارة الصحة ووزارة الداخلية ومؤسسة النقد العربي السعودي وغيرها من الوزارات والإدارات المتعددة. كما شملت عناية الملك عبدالعزيز في مجال التنظيم تطوير الخدمات المقدمة للحجاج حيث أمر بتوسعة الحرمين الشريفين وتأسيس المديرية العامة للحج وإنشاء المحاجر الصحية والطرق ووسائل المواصلات المتعددة وفي آخر حياته أنشأ الملك عبدالعزيز مجلس الوزراء ليكون خاتمة إنجازاته الإدارية والتنظيمية.
ومن أبرز إنجازات الملك عبدالعزيز توطين البادية، وتأسيس الهجر الذي نتج عنه تكوين مناطق استقرار عديدة في أنحاء المملكة لعدد من القبائل التي اتجه أفرادها إلى أعمال الزراعة والتجارة وإحياء الأراضي التي استقروا بها حتى أصبحت حواضر مزدهرة ويعد مشروع التوطين هذا من أبرز المشروعات المتعلقة بالتطور الاجتماعي في المنطقة الذي حقق نتائج عظيمة في حياة المجتمع البدوي وفي ازدهار المنطقة عمرانياً وسكانياً.
ومن ملامح التأسيس والبناء في عهد الملك عبدالعزيز غرسه مبدأ المشاركة للجميع حيث أقبل الناس على تجهيز أنفسهم للمشاركة معه في توحيد البلاد إيماناً بهدف عبدالعزيز في التوحيد ونبذ الفوضى، ومن نتائج هذه الظاهرة تلك الوحدة العظيمة بين أبناء المملكة التي شهدتها البلاد ولا تزال تشهدها إلى اليوم.
ومن إنجازات الملك عبدالعزيز: عنايته بالتعليم، ونشر المعرفة من خلال تشجيع طلاب العلم، وتأسيس المدارس وإصدار الأنظمة الخاصة بها، ونشر المؤلفات وتوزيعها، وانطلاقاً من حرص الملك عبدالعزيز الشخصي على الاستزادة من مناهل العلم والمعرفة قام بتشجيع تطور التعليم ومؤسساته وإنشاء المكتبات وإتاحة الكتب للجميع، وتعد مكتبة الملك عبدالعزيز الخاصة والمحفوظة اليوم في دارة الملك عبدالعزيز بالرياض والمؤلفات التي طبعت على نفقة جلالته في أنحاء العالم العربي والإسلامي وظهور المدارس وازدهار الحركة العلمية في المنطقة من أبرز الأدلة على عناية الملك عبدالعزيز بجوانب العلم والمعرفة.
وكان للملك عبدالعزيز إسهاماته الأخرى في تدعيم مكانة الدولة السعودية على الساحة الدولة السياسية والاقتصادية رغم الظروف الصعبة التي كانت تحيط بالمنطقة في تلك الفترة خصوصاً سيطرة عدد من الدول العظمى على الكثير من المناطق في العالم العربي، فقد كانت بريطانيا والدولة العثمانية وفرنسا وألمانيا وإيطاليا تتنافس بشدة على حماية مصالحها ومناطق نفوذها التي كانت تحيط بالملك عبدالعزيز، فضلاً عن التنافس المحلي الشديد الذي كان يشكل تحدياً آخر للدولة السعودية الحديثة، فرغم هذه الظروف تمكن الملك عبدالعزيز من انتهاج سياسة خارجية واضحة اعتمدت على مبادئ عظيمة تتصل بأهداف الدولة السعودية ومنهجها القائم على تأسيس دولة قوية تساند الدعوة وتستند إليها، ولا تفرط في حقوقها أو منطلقاتها، وتحقق مصالح الدولة السعودية والدول العربية والإسلامية والمطلع على مواقف الملك عبدالعزيز وسياسته الخارجية يجد أن قضايا العرب والمسلمين استحوذت على حيز كبير من اهتمامه وأخذت الأولوية على احتياجاته الداخلية ومصالح دولته ويعكس هذا موقف الملك عبدالعزيز وأبنائه من بعده تجاه القضية الفلسطينية التي كانت ولا تزال تشكل محوراً أساسياً ومهماً في السياسة الخارجية السعودية، ويعد دعم الملك عبدالعزيز لتأسيس جامعة الدول العربية وتأييده لاستقلال العديد من الدولة العربية والإسلامية شاهداً على أن هذه السياسة تعد من الثوابت السعودية إلى اليوم. ومن الناحية الاقتصادية فقد شهدت المملكة العربية السعودية ظهور النفط وتطور صناعته واستخراج المعادن وازدياد حركة التجارة والعلاقات التجارية الدولية ولقد استفاد الملك عبدالعزيز من وسائل التقدم والتطور التي ظهرت في الدول الغربية وقام بجلبها إلى المملكة وتوظيفها في خدمة التطور الحضاري الذي أرسى قواعده بفضل سياسته الحكيمة المبنية على الأخذ بأسباب الحضارة والتقدم ضمن معايير المبادئ الإسلامية والتقاليد الاجتماعية التي تقوم عليها الدولة السعودية ونتج عن سياسة الملك عبدالعزيز هذه تطور الدولة السعودية في شتى ميادين الحياة مع الاحتفاظ بمبادئها وأسسها الدينية والاجتماعية محققاً بذلك أعظم معادلة متوازنة بين الأصالة والمعاصرة.
ويعد إرساء الأمن في المملكة العربية السعودية من أهم الإنجازات التي تحققت في عهد الملك عبدالعزيز، حيث أصبحت الطرق والمدن والقرى والهجر تعيش في أمن دائم كما أسس الملك عبدالعزيز الأنظمة اللازمة والمؤسسات الأمنية وعلى رأسها تطبيق الشريعة الإسلامية، وردع جميع المحاولات التي تمس استقرار الناس وممتلكاتهم.
وأصبحت المملكة العربية السعودية في عهد الملك عبدالعزيز ذات مكانة دولية خاصة حيث انضمت إلى العديد من المنظمات والاتفاقيات الدولية، نتيجة لموقعها العظيم ورسوخها، بل كانت من أوائل الدول التي قامت بتوقيع ميثاق هيئة الأمم المتحدة عام 1364ه (1945م) وأسهمت في تأسيس العديد من المنظمات الدولية التي تهدف إلى إرساء الأمن والاستقرار والعدل الدولي مثل جامعة الدول العربية في عام 1364ه (1945م) انتهى ما كتبته دارة الملك عبد العزيز على موقعها الرسمي على شبكة الإنترنت.
وبعد وفاة الملك عبدالعزيز في الثاني من شهر ربيع الأول من عام 1373ه الموافق للتاسع من شهر نوفمبر عام 1953م سار أبناؤه على نهجه، واستكملوا مسيرة التأسيس والبناء وفق المبادئ السامية التي تستند عليها الدولة السعودية وتحفل أعمالهم بالمنجزات والمناقب التي هي أكبر وأعظم من أن يتم حصرها فقد سخروا أعمارهم وأوقاتهم وجهودهم جميعاً لخدمة أمتهم وشعبهم:
الملك سعود بن عبدالعزيز
تولى الملك سعود الحكم بعد وفاة والده في 2 ربيع الأول عام 1373ه وبايعه العلماء والمواطنون ملكاً للمملكة العربية السعودية، فسار على نهج والده في حماية البلاد والمحافظة على مقوماتها وإنشاء عدد من الوزارات كوزارة المعارف ووزارة الزراعة ووزارة التجارة ووزارة الإعلام ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية وإنشاء مجلس الوزراء وإسناد رئاسته إلى ولي عهده الأمير فيصل بن عبدالعزيز، وقد عقد أول جلسة له في الرياض يوم الأحد 2 رجب عام 1373ه / 7 مارس 1954م، وتنفيذ برنامج تنمية واسع، وبناء القوة العسكرية للبلاد. وأُنشئت في عهد الملك سعود أول جامعة سعودية وهي جامعة الملك سعود حاليا عام 1377 ه وأول كلية عسكرية وهي كلية الملك عبد العزيز الحربية بالرياض، كما افتتحت في عهده الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة عام 1381ه وافتتاح معهد الإدارة العامة عام 1380ه كما أمر بتأسيس كلية البترول والمعادن في الظهران التي افتتحت في 8 شوال 1384 ه واهتم بتعليم الفتيات وتأسيس عدد من المستشفيات في المناطق وتأسيس البنك الزراعي لتقديم قروض ميسرة للمزارعين وإعفاء المعدات الزراعية من الرسوم الجمركية وأولى الملك سعود - طيب الله ثراه - الشؤون الإسلامية اهتماماً كبيراً فتوسع في إنشاء المعاهد الدينية ومدارس تحفيظ القرآن الكريم وطبع الكثير من الكتب الإسلامية ودعم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ووفر أسباب الراحة للحجاج ووسع الحرم المكي والمسجد النبوي.
الملك فيصل بن عبدالعزيز
أمضى الملك فيصل بن عبد العزيز - رحمه الله - أكثر من 40 عاماً في العمل السياسي خلال حكم أبيه الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - وكذلك أثناء حكم أخيه الملك سعود - رحمه الله - مما أكسبه الخبرة والممارسة والتجربة السياسية وقد بويع ملكاً للمملكة العربية السعودية في 27 جمادى الآخرة من عام 1384ه.
اهتم الملك فيصل - طيب الله ثراه - بقضايا أمتيه العربية والإسلامية ودعا إلى التضامن الإسلامي وبذل جهوداً جبارة من أجل إنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي، وقدم للمسلمين خدمة جليلة يوم أمر بتوسيع الحرمين الشريفين، وزاد بشخصيته الفذة وحنكته السياسية من مكانة بلاده المملكة العربية السعودية بين كافة دول العالم.
وقد وضع الخطط الخمسية للدولة وشهد اقتصاد المملكة في عهده ازدهاراً كبيراً حيث اعتنى عناية فائقة بمجال الاقتصاد والمال وشؤون الصناعة والزراعة، وزاد اهتمام الدولة في عهده بالتنقيب عن المعادن وأنشأت لهذا الغرض المؤسسة العامة للبترول والمعادن وحرصت الدولة على دعم المشروعات الصناعية، ونال التعليم في عهده - يرحمه الله - عناية خاصة فشجع تعليم الفتاة ووسع دائرة التعليم العام والتعليم الجامعي وحدث أجهزة التعليم ومرافقه ومناهجه وزاد ميزانياته.
وشملت إصلاحاته - يرحمه الله - الشؤون الاجتماعية مثل الضمان الاجتماعي ورعاية الشباب ودور الرعاية الاجتماعية ودور التربية الاجتماعية ونظام العمل والعمال والتأمينات الاجتماعية كما اهتم بالنقل والمواصلات وامتدت في عهده شبكات الطرق الحديثة وتم ربط المملكة بجيرانها من الدول، كما تم الاهتمام بالطرق الزراعية التي تخدم القرى والمزارعين، والتوسع في إقامة المطارات وتحسين القائم منها. وفي المجال الصحي تم استقدام أطباء وأعضاء الهيئة التمريضية من بلدان العالم، وقام - يرحمه الله - بتأسيس مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض الذي افتتح بعام 1975.
الملك خالد بن عبدالعزيز
سار الملك خالد بن عبد العزيز - رحمه الله - على نهج وسياسة أخيه الملك فيصل وهو نفس النهج الذي اختطه ورسمه الملك عبد العزيز طيب الله ثراه فبعد مبايعته ملكاً للمملكة العربية السعودية في يوم الثلاثاء الثالث عشر من ربيع الأول عام 1395ه عمل ع لى حماية الدولة والتمسك بتعاليم الإسلام والاحترام الكامل لمبادئ ميثاق جامعة الدول العربية وهيئة الأمم المتحدة. وشهد عهده - يرحمه الله - الرخاء الاقتصادي ونهضة حضارية في شتى الجوانب، فمع انطلاقة صندوق التنمية العقارية نفذت مشاريع ضخمة في مجالات الإسكان، وفي قطاع العدل تم إحداث عدد كبير من المحاكم وكتابات العدل في مختلف أنحاء المملكة، أما قطاع التعليم العام والتعليم العالي فقد تمت إصلاحات تعليمية لافتة، حيث تم افتتاح جامعة الملك فيصل وإنشاء المعهد العالي للخدمة الاجتماعية للبنات في الرياض، وإنشاء كلية الملك خالد العسكرية التابعة للحرس الوطني، وإنشاء جامعة أم القرى في مكة المكرمة، وأهتم بالزراعة فأنشئت في عهده صوامع الغلال ومطاحن الدقيق وشجع الصناعة وافتتحت وزارة الصناعة والكهرباء وكان هناك توسع كبير في افتتاح المستشفيات والمستوصفات الحكومية، واهتم يرحمه الله بعمارة وتوسعة المسجد الحرام والمسجد النبوي.
الملك فهد بن عبدالعزيز
وفي 21 من شهر شعبان عام 1402ه تولى الملك فهد - رحمه الله- مقاليد الحكم مسترشداً بنهج والده الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - في بناء الدولة والمجتمع والسير بهما نحو أعلى المستويات الحضارية كما أن من أعظم إنجازات الملك فهد مشروع عمارة الحرمين الشريفين وتوسعتهما واهتمامه الكبير بالمشاعر المقدسة وبضيوف الرحمن الذي ظل يشرف بنفسه على خدمتهم والعناية بهم من قصر منى وكان أحب الألقاب إليه - يرحمه الله - هو: خادم الحرمين الشريفين وقد أعلن رسمياً استبدال لقب صاحب الجلالة بلقب خادم الحرمين الشريفين في 24 من صفر عام 1407ه، وفي عهده افتتح مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة وتحققت منجزات متميزة في كافة المجالات من أبرزها أيضاً صدور النظام الأساسي للحكم ونظام مجلس الشورى ونظام المناطق في السابع والعشرين من شهر رجب عام 1412ه، وشهدت التنمية الكثير من القفزات التطويرية في جميع المجالات التعليمية والصحية والاجتماعية والزراعية والرياضة والشباب والمواصلات فأنشأت الطرق الجديدة وافتتحت العديد من المطارات وافتتحت عددا من الوزارات الجديدة منها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ووزارة الخدمة المدنية لتحل مكان الديوان العام للخدمة المدنية.
الملك عبدالله بن عبدالعزيز
وفي هذا العصر الزاهر الذي تولى فيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مقاليد الحكم في يوم الاثنين 26 جمادى الثانية 1426ه تشهد بلادنا ولله الحمد قفزات تنموية وتطويرية في كافة نواحي الحياة ومشروعات اقتصادية ضخمة وافتتاح عدد كبير من الجامعات والكليات التابعة للتعليم العالي في جميع مناطق ومحافظات ومدن المملكة العربية السعودية ومن ذلك جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية - كاوست وجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن والتي تعتبر أكبر جامعة للبنات في العالم كما تم التوسع في برامج الإبتعاث التعليمي للخارج.
وقد اتسم العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - يحفظه الله ويرعاه - بالإصلاح الشامل لجميع القضايا الوطنية والاقتصادية والاجتماعية وكل ماله مساس براحة ورفاهية المواطن، فتتالت أوامره السامية الكريمة حفظه الله بحزمة من قرارات الخير التي لمسها المواطن وسعد بها الجميع منذ اللحظات الأولى لصدورها ومنها زيادة رواتب موظفي الدولة واستحداث آلاف الوظائف الجديدة وزيادة مخصصات الضمان الاجتماعي ودعم رأس مال صندوق التنمية العقارية وإعفاء جميع المتوفين من أقساط قروض الصندوق وتخصيص مبلغ 250 مليار ريال سعودي لبناء 500 ألف وحدة سكنية بجميع مناطق المملكة ورفع قيمة قرض صندوق التنمية العقارية من 300 ألف ريال إلى 500 ألف ريال ودعم رأس مال البنك السعودي للتسليف وإعفاء المتوفين من قروض البنك السعودي للتسليف وتقديم دعم للأندية الأدبية والرياضية ودعم المشاريع الصحية وغيرها الكثير من الأوامر والقرارات الملكية المباركة ذات الأثر الكبير على حياة المواطن السعودي كما أمر يرعاه الله بإنشاء هيئة مكافحة الفساد على أن تكون مرتبطة بالملك مباشرة. وعُرِف عن الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله - اهتمامه البالغ بشؤون العرب والمسلمين، و حرصه الشديد على جمع كلمتهم على الحق، ووحدة الهدف والمصير واحتواء الخلافات، وتقريب وجهات النظر، ودعا يرعاه الله إلى انعقاد قمة مكة الإستثائية للتضامن الإسلامي يومي 26 - 27 من شهر رمضان للعام 1433ه.
وتشهد الحرمين الشريفين في هذا العهد الزاهر أكبر توسعة في التاريخ من حيث الحجم والتكلفة والتي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وتشمل توسعة المسجد الحرام وتوسعة المسجد النبوي وتوسعة المسعى وتوسعة المطاف و إنشاء مشاريع لتسهيل الحج مثل جسر الجمرات الجديد، وقطار الحرمين السريع للربط بين المدينة المنورة ومكة، وقطار المشاعر المقدسة للربط بين مكة ومنى وعرفة ومزدلفة.
وتتواصل مسيرة الخير والعطاء والنماء في مملكتنا الغالية تحت ضل ورعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز - يحفظهم الله جميعاً -.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.