تحتفظ ذاكرة المستشار القضائي الخاص الشيخ صالح سعد اللحيدان بذكريات رمضانية جميلة، استعاد جزءا منها في هذا الحوار السريع الذي أجرته معه "الوطن" وحاولت الغوص في ذاكرته ليستعيد شيئا من الذكريات الرمضانية في العصر الجميل فإلى الحوار: ماذا تحمل ذاكرة الشيخ صالح عن رمضان؟ تحمل ذاكرتي عدة أمور عن رمضان، ففي ما يتعلق بالصيام هناك أمور كثيرة منها حينما صمت في عام 1385، وكان الوالد يجبرنا على الصيام أنا وشقيقاتي، وأذكر أننا كنّا نختبئ ونشرب بعض الماء مع شدة الحرارة ونضع بعد ذلك غبارا على الشفايف حتى لا يفتضح أمرنا، ولكن الوالد اكتشف أمرنا وكان يضحك علينا، وأتذكر أيضا فرحتنا عند الإفطار لأنهم كانوا يقدمون لنا أطعمة ما كانت تقدم إلا بشهر رمضان، وأيضا سرقة اللقيمات أثناء إعداد أمي لها واستمتاعنا بقراءة بعض الأئمة في "حلة القصمان"، حيث كنّا نذهب مباشرة بعد صلاة المغرب حتى نصلي في الصفوف الأولى. هل تتذكر شيئا من تفاصيل قصتك مع صوم اليوم الأول؟ أذكر أنني صمت صومي الأول وعمري 14 وحاولت في أول يوم أن أشرب الماء، وأذكر أنني تجاسرت على نفسي حتى صليت العصر ولم أشرب الماء ففرحت بانتصاري على ذاتي واستمريت بالصيام. ما الذي كان يدفعك كطفل للصوم وأنت في هذه السن؟ المحيط الذي أعيش فيه كان مشجعا لي على الصوم، فكان الوالد يجتمع مع أبناء عمومته وغيرهم ويتذاكرون الصيام وفضله وأحاديث منوعة يتداولونها في المجلس، وهذا شدني للصيام. وماذا تتذكر أيضا عن رمضان في مرحلة الصبا والشباب؟ أتذكر أننا كنا في تلك الفترة نحرص على لعب كرة القدم في طريق ضيق جدا، وكنا نمرح ونستمتع استمتاعا جيدا وكان إمام المسجد هو الحكم، وأذكر أنه اشترى صفارة بثلاثة قروش للتحكيم، وكان يشترط أننا إذا تعبنا نذهب معه للبيت، فكنا نتمنى استمرار رمضان أكثر من شهر. ماذا كنتم تعملون في ليالي رمضان؟ في ليالي رمضان نسهر مع الوالدة والجدة ومع خالي حيث كانوا يقصون علينا الحكايات والروايات، وكنت أتعمد النوم حتى أشعر بنوع من الحنان، وتلك الفترة جعلتني نهما للقراءة في مختلف الثقافات والروايات وقصص الرسل. ماذا عن رحلتك مع الدراسة في رمضان؟ أنا أحفظ غالب الأحاديث مع الأسانيد والعلل، وأذكر أني زرت الشيخ الألباني في الأردن في رمضان، وكان مريضا، وكنا نتناقش حول بعض الأسانيد، وكنت أذكر العلل والشذوذ في الأحاديث وكنت أناقشهم لمعرفتي العميقة بذلك. ما هو برنامجك العلمي في شهر رمضان؟ في مدينة الرياض لدي مجلس علمي في ليالي رمضان لمناقشة مواضيع مختلفة علمية وثقافية وتكون به مداخلات نستفيد منها. ما هي أكثر المواقف التي لا تزال عالقة بذهنك؟ أكثر المواقف عالقة بذهني أن الملك فهد -رحمه الله- طلب رؤيتي، وحينما حضرت للديوان رفضوا دخولي عليه بحجة أن اسمي لم يكن ضمن القائمة، وأجريت اتصالاتي ولكن لا فائدة وانتظرت حتى حضر الملك فهد بعد الظهر وناقشني ومن ثم أصدر القرار الملكي بعدها بتعييني وكيلا عاما للهيئات في المملكة. كلمة أخيرة تقولها للصائمين؟ أدعوا المسلمين كافة أن يقتنصوا دقائق العمر وساعاته وأيامه وشهوره وأحذرهم من الغيبة والنميمة والوشاية، وألا ينازعوا الأمر أهله، خاصة الشباب الذين يمكن أن يستغلوا، وأحذرهم من العقوق والسهر وعدم الصلاة في المساجد، وأطالبهم بأن يثقفوا عقولهم قبل قلوبهم، وقبل المائدة لأن الثقافة ترفع الأخلاق وتسمو بأرواحهم.