تحتفظ ذاكرة الإعلامي رجاء الله السلمي بذكريات رمضانية جميلة، استعاد جزءا منها في هذا الحوار السريع الذي أجرته معه "الوطن" وحاولت الغوص في ذاكرته لتستعيد شيئا من الذكريات الرمضانية في العصر الجميل: ماذا تحمل ذاكرتك عن رمضان؟ لا أنسى ذكريات رمضان في الطفولة، وهي ذكريات تمثل بالنسبة لوحات جميلة أستعيدها مع إطلالة شهر رمضان كل عام، وتعيدني لذلك الزمن الجميل الذي يتميز ببساطته وألفته. هل تتذكر شيئا من تفاصيل قصتك مع صوم اليوم الأول؟ الصيام للمرة الأولى واليوم الأول كان تقليدا منا للكبار، خاصة ونحن صغار جدا، وكانت والدتي هي من يدفعني لخوض تجربة الصوم رغم صغر سني، وكانت تصنع تنافسا بيني وبين شقيقي الذي يكبرني بفترة بسيطة من أجل إتمام الصوم، ولصغر سني وعدم مقدرتي على الصوم كنت أفطر في الخفاء من أجل الفوز، وكنت أظنهم لا يعلمون، وهم على علم بكل شيء، ولكن كانت رغبة منهم في تشجيعي على الصوم. ما الذي كان يدفعك كطفل للصوم وأنت في ذلك السن؟ كنا ونحن صغار عندما نرى الكبار يبدؤون الإفطار مع أذان المغرب، نتمنى أننا صمنا ذلك اليوم، ويبدأ يتسلل إلينا الإصرار على أن نكون في إفطار اليوم التالي معهم وبصيام فعلا، وكانت ربما تفشل تجاربنا عدة أيام إلا أنها مع الزمن تبدأ تنجح، لأن الطفل يوجد لديه حب الإصرار والانتصار، وكنا بالفعل ننتصر على أنفسنا متى رأينا أننا قادرون. وماذا تتذكر أيضا عن رمضان في مرحلة الصبا والشباب؟ أجمل ذكريات رمضان في مرحلة الصبا كثيرة، ولكنني هنا أستحضر اجتماعاتنا كشباب صغار قبل الإفطار في ملعب القرية، لوضع خطط اللعب وتوزيع الفريق لنبدأ مباشرة بعد الإفطار في لعب الكرة، كما أستحضر سباقنا لصلاة التراويح والإصرار على أن يكون كل واحد منا ممن أتموا صلاة التراويح مع الجماعة، أضف إلى ذلك سمرات الليل الطويلة مع الرفقة والأصدقاء، وكأن ليلنا آنذاك كان أطول من الليالي الحالية، وهو غير واقعي إلا أن البساطة والفراغ هما كانا يصنعان ليلا ووقتا طويلا وجميلا. ماذا كنتم تعملون في ليالي رمضان؟ بحكم نشأتي في القرية فإن المجتمع كان صغيرا وكنا نمارس يوميا لعب الكرة ونتخاصم، وبعدها ننتقل إلى دكة صغيرة وسط الحي نتسامر فيها، وربما كانت اجتماعات أهالي الحي شبه ليلية، حيث كان أهالي الحي يتناوبون على تفطير الصائمين ودعوتهم إلى عشاء ليلي يخصص لكل منزل ليلة، وعامة كان طابع ليالي رمضان في القرية هو البساطة، وهي ما يجعل هذه الذكريات جميلة لا يمكن أن تمحى من الذاكرة. ماذا عن رحلتك مع الدراسة في رمضان؟ كانت الدراسة طبيعيا في رمضان، ورغم أننا كنا نسهر إلى ما قبل الفجر إلا أننا عادة نستيقظ مبكرا، ونذهب إلى المدرسة دون أدنى مشكلات مع النوم. ما هو برنامجك كإعلامي ومسؤول برعاية الشباب في رمضان؟ بحكم العمل فإن برنامج العمل اليومي لا يختلف في رمضان، باستثناء تحويل بعض النشاطات أو اللقاءات إلى الليل، إضافة إلى حرصي على قراءة القرآن بعد الفجر وقبل الإفطار. ما هي أكثر المواقف التي لا تزال عالقة في ذهنك؟ من الطرائف أن مؤذن مسجد الحي سمع صوت أذان مدينة الرياض في المذياع الخاص به، ولم يعلم أن الأطفال هم من تسببوا في تغيير الموجة، فأذن للمغرب مع أذان الرياض، وأفطر على أذانه كثير من الأهالي، ففي ذلك الزمن كان المؤذن يعتمد على الراديو لرفع الأذان. كلمة أخيرة تود أن تقولها للصائمين؟ أقول للجميع بارك الله لكم في رمضان، وليتنا نبتعد عن كل ما يؤثر على صيامنا كالإساءة للآخرين، وأن يعمق الصيام في نفوسنا التآلف والوحدة بعيدا عن التصنيف، فكلنا مسلمون نعيش في وطن واحد وديننا الإسلام، وأن يستمر العمل بالقيم والأخلاق حتى في غير رمضان، وأدعو الله أن يحفظ جنودنا البواسل على الحدود وأن يردهم إلى أهلهم سالمين غانمين.