العنوان إعلان يشد القارئ ويتضمن اختصارا لما سيعقبه من معلومات، ومن هنا تأتي أهميته الفنية لأنه يطرح الرؤى الأولية لعوالم النص. ينقلنا القاص عبدالله النصر في أولى قصص مجموعته "يوتيوبا الطين" إلى بدايات التعليم في بدايات القرن في الماضي "الكتاتيب"، وهذه الحالة من الكتاتيب كانت منتشرة في أغلب دول الوطن العربي. ففي قصة "بنات المطوعة" رصد القاص ما يحدث في الرحلة اليومية للتعليم بأدق تفاصيلها، واتكأ القاص على السرد في القصة على استخدام اللهجة العامية، ونقلها كما هي كنوع من المصداقية في عملية توثيقه السردي للقص الواقعي، ليكون النقل على لسان "المطوعة" أو"بناتها" لا على لسان القاص. "تعاقبني حتى بغسل ملابسهم، أو كنس سطوح الغرف الطينية الكبيرة المملوءة ببقايا "الخوص" النخيل وعذوقها وبراز القطط.. أو تنظيف فضلات وقاذورات الطيور من بيوتها.. ثم تشدني من أذني هامسة فيها: "قول لأمك إنك ما تبي تتعلم هنا..ها؟". ويستعرض النصر في قصة "رائحة الموت" مقدرته في التحليق الوصفي ليُشعر القارئ أنه يطوّع اللغة كما يريد فيقول على لسان السارد: "عدتُ إلى مريضي الأشبه بالغصن اليابس الملقى على سطح نهر جارف، رُبطت أطرافه إلى اليابسة لئلا يرحل به الماء بعيدا". ملامح: مجموعة "يوتيوبيا الطين "من إصدارات نادي أدبي الباحة عام 2014 حوت 22 قصة في87 صفحة من القطع الوسط.