xبجهد يومي متواصل، متجاوزات صعوبة التعامل مع الثقافات الأخرى، وبلغة بسيطة ركيكة يتعاملن مع حشود المعتمرات اللاتي تختلف أجناسهن. إنهن موظفات الحرمين الشريفين اللاتي أصبحن ينافسن الرجال في شرف خدمة ضيوف الرحمن والزوار، إذ يستقبلن المعتمرات بالابتسامة، ويودعنهن راجيات الدعاء وقبول العمل الصالح. نجد إحداهن تقف في إحدى الجنبات لترشد معتمرة وتجيب عن استفساراتها، فيما تنظم الأخرى صفوف المصليات، وتتنقل إحداهن بين الصفوف لسلامة من انشغلن بالصلاة لتأمين أغراضهن. موظفات الحرمين تبقى أعينهن على المصلين لتسهيل حركة السير، ويقفن على الأبواب يراقبن الداخل والخارج. تقول أم محمد، وهي موظفة منذ أكثر من ست سنوات في المسجد النبوي، إن العمل الذي نقوم به من خلال تنظيمنا للمصلين على مدار الصلوات الخمس، نبتغي فيه الأجر ولعل الجميع هنا من الموظفات اكتسبوا الخبرة الكافية للتعامل مع الحشود والأعداد الكبيرة، خصوصا في موسمي رمضان والحج. وتضيف، هناك من المصليات من يعرقلن المارة في بعض الأوقات وهن من كبار السن، عندما يأخذ منهن التعب إلى الافتراش على الممرات للاستراحة، ما يسبب الازدحام، كما أن اللغة ربما تكون عائقا في بعض الأوقات، إلا أن كثيرا من الموظفات تعلمن بعض المصطلحات التي تمكنهن من التعامل مع الجميع. وتشارك عدد من سيدات المدينةالمنورة في أعمال خدمية وإسعافية داخل المسجد النبوي، جنبا إلى جنب مع الموظفات لمساعدة المصليات والزائرات عند تعرضهن لأي حالة صحية طارئة، فضلا عن أخريات تطوعن لتقديم وجبات الإفطار وإرشاد الزائرات إلى كيفية أداء الزيارة بطريقة صحيحة. وأعربت عدد من المشاركات في الخدمة ل"الوطن"، عن سعادتهن بالتطوع والعمل على مساعدة المصليات والزائرات في الشهر الفضيل ضمن فريق طبي يوجد في أماكن متفرقة بساحة المسجد النبوي. تقول شذا عبدالعزيز، إنها تساعد كبيرات السن وتقدم لهن الإسعافات الأولية والخدمات الصحية الأخرى. وتحدثت عن تجربتها في خدمة الزائرات الصحية والمتمثلة في تقديم بعض الاستشارات وإسعاف المصليات اللاتي تعرضن لارتفاع أو هبوط السكري أو ضغط الدم مستعينة بحقيبتها الإسعافية. بدورها تقول سارة الحربي، وهي ممرضة تطوعت لتقديم الخدمات الصحية والإسعافية للمصليات، إن الجميع يتساوى في كسب الأجر إذ يجتمع كثير من السيدات المتطوعات في أعمال مختلفة فمنهن من تساعد في تفطير الصائمات، ومنهن من يقمن بالتوعية والإرشاد، وأخريات في تنظيم الحشود، كلٌّ بحسب تخصصه، مضيفة أن أعمال الخير في هذا الشهر الفضيل ليست حكرا على الشباب. من جانبها، أوضحت مديرة التوجيه والإرشاد النسائي في المسجد الحرام الدكتورة فاطمة زيد الرشود، أن قرابة 900 مرشدة من المؤهلات علميا وميدانيا، يستقبلن الزائرات داخل المسجد الحرام وساحاته خلال موسم شهر رمضان، وتقدم المرشدات التوعية والتوجيه للزائرات في الأمور الشرعية والآداب التي ينبغي التحلي بها، وإرشادهن إلى المواقع المخصصة للنساء، وتقديم النصح والدعوة إلى الله بالحسنى، وذلك في مختلف مواقع المسجد الحرام.