تعمل أكثر من 700 فتاة ومرشدة داخل المسجد الحرام سنوياً خلال شهر رمضان على تقديم النصح والإرشاد والتوجيه لزائرات المسجد الحرام والمعتمرات، فضلاً عن قيامهن بأعمال وأدوار أخرى مختلفة، فمنهن من يعملن كبوابات على أبواب الحرم، وأخريات يقمن بتفتيش الزائرات متحريات الدقة والأمانة في التفتيش لمنع دخول الأشياء الممنوع دخولها إلى الحرم، وفرقة ثالثة تعمل على توجيه الزائرات إلى وضع ما معهن من أشياء قيمة في صناديق الأمانات. «الشرق» تجولت قبيل موعد الإفطار داخل ساحات الحرم المكي وأروقته المتعددة، والتقت بعض الفتيات العاملات في تنظيم المعتمرات داخل المسجد الحرام، اللاتي انخرطن في تأدية عملهن تحدوهن قدسية المكان. وأكدت إحدى العاملات «فضلت عدم الإفصاح عن اسمها» أن تعلقها بالمسجد الحرام وكسب الأجر والثواب من الله في أفضل الشهور على الإطلاق هو مادفعها للعمل داخل بيت الله، مشيرةً إلى أنها تجد كل تقدير، واحترام من أغلب المعتمرات والزائرات داخل الحرم، طوال فترة عملها التي تمتد لثماني ساعات، عبر ورديات منوعة، للرسميات تبدأ من الثامنة صباحاً وحتى الثانية ظهراً، فيما تبدأ الفترة الثانية من الثانية ظهراً وحتى الثامنة مساء، أما للموسميات فإن عملهن يبدأ من العاشرة مساء وحتى السادسة صباحاً. وأبدت موظفة أخرى أن هناك بعض العوائق التي تواجههن هي انتحال بعض الزائرات شخصيات بنفس اللباس الخاص بالمرشدات، إضافة إلى سوء معاملة بعض الزائرات من بعض الدول العربية لنا، وتوجيه بعض الاتهامات كالسرقة والتسلط والكذب، مطالبةً بتوفير رجال أمن يراقبون عملهن على بعد مسافة منهن لحمايتهن مما يواجهن من ضرب وشتائم من رجال ونساء، وتوعية الناس بطبيعة عملهن حتى لا يتعرضن لمثل تلك المواقف. بدوره، كشف المتحدث الرسمي للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أحمد المنصوري ل»الشرق « أن أكثر من 700 مرشدة رسمية وموسمية يعملن داخل المسجد الحرام خلال موسم رمضان، موضحاً أن مهامهن تختلف من قسم لآخر فمنهن من تعمل على توجيه الزائرات إلى الأماكن المخصصة، وحثهن على البعد عن مواطن الزحام بالرجال، وأخريات ينظمن مصليات النساء وينبهن الزائرات إلى عدم الجلوس على الدرج الخاص بالدخول إلى باحة الحرم والكعبة المشرفة، ومنهن من يوجهن المصليات إلى استقبال القبلة عند الصلاة وذلك لانحراف بعضهن عن القبلة، وعدم النوم في المسجدالحرام، إضافة لمهام المراقبات في قسم النظافة كالإشراف على عاملات النظافة في دورات المياه النسائية والاطلاع على المخازن داخلها والتأكد من وجود أدوات النظافة كاملة. ومراقبة عربات الطوارئ داخل الأروقة والتأكد من وجود أدوات النظافة بها كذلك الإشراف على عاملات المصاحف حين قيامهن بمسح الغبار من الدواليب وترتيب المصاحف بها. ولفت إلى أن الرئاسة حرصت على إلحاق الفتيات العاملات داخل المسجد الحرام ببرامج تدريبية مناسبة لطبيعة ما يمارسن من مهام بالتعاون مع قسم التوعية الإسلامية لتعليم البنات بالعاصمة المقدسة في ورشة عمل تدريبية عن التعامل مع زائرات المسجد الحرام كما تم تنفيذ برنامج تدريبي بالتعاون مع الوقف العلمي بجامعة الملك عبدالعزيز يتناول مهارات الإشراف وطرق تنظيم العمل وأخلاقيات التعامل مع الآخرين وأيضاً تنمية مهارات التواصل في الحوار. ومن البرامج التدريبية المتميزة التي نُفذت للمرشدات بالمسجد الحرام هذا العام برنامج تدريبي مكثف في مجال التواصل بلغة الإشارة.