استبقت المديرية العامة لمكافحة المخدرات المديرية العامة للسجون في إيضاح ملابسات مقاطع فيديو انتشرت على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي أول من أمس، يظهر فيها قيام عدد من السجناء داخل سجن بريمان في جدة بحقن أنفسهم بإبر طبية، متحدثين فيها عن أن هذه الحقن هي مادة الهيروين المخدر، مدعين أن إدارة السجن سهلت دخولها لهم حسب حديثهم في مقطع الفيديو. وقالت مكافحة المخدرات في بيان تلقته "الوطن" أمس، إنه بعد مطالعة الحقن التي ظهرت في مقاطع الفيديو وتم استخدامها من قبل سجناء، تبين أنها عبارة عن حقن إنسولين لمرضى السكري، وليست حقن هيروين مخدر، كما يزعم متعاطوها في مقطع الفيديو الذي بثوه على مواقع التواصل الاجتماعي. وفيما شددت مكافحة المخدرات على أنه تبين أن الهدف من تسجيل ونشر هذه المقاطع، والترويج لها على أنها حقن هيروين مخدر، هو الإساءة لإدارة السجن، فتحت الإدارة العامة للسجون تحقيقا في مقاطع الفيديو لكشف ملابسات تصويرها والغرض منها. من جهتها، أوضحت المديرية العامة للسجون على لسان مساعد المتحدث الرسمي لها الرائد عبدالله الحربي أنه على ضوء المقطع المتداول عن مجموعة من السجناء في سجون جدة يدعون فيه تعاطي مادة الهيروين المخدرة، باشر الفريق المكلف من المديرية التحقيق، والمعلومات الأولية تبين أن اثنين من السجناء الذين ظهروا في المقطع تم إطلاق سراحهما قبل أشهر عدة وأن لهما سجلات طبية لدى مستوصف السجن تفيد بأنهما من مرضى السكري، ويستخدمان حقن الأنسولين، وأنه تمت الاستعانة بخبراء في مجال المكافحة أكدوا أنه لا يمكن تحضير الهيروين بهذا الأسلوب الظاهر في المقطع، وأنه تم بعث آخرون ظهروا في المقطع لمستشفى الملك فهد في جدة لإجراء التحاليل المخبرية اللازمة والاستعانة بالتقنية للوصول إلى حقيقة المقطع، وأنه سيعلن ما يتم التوصل إليه من نتائج لاحقا. إلى ذلك، أوضحت مصادر مطلعة في سجن بريمان فضلت عدم ذكر اسمها ل "الوطن"، أن مقطعي الفيديو المنتشرين على مواقع التواصل الهدف منهما الإساءة لمدير السجن، حيث شدد على منع دخول أي مواد ممنوعة إلى السجن، وأنه سبق وأن تم اكتشاف تهريب مواد مخدرة مع الزوار سواء الرجال أو النساء يتم إخفائها في أماكن حساسة داخل الجسم، كما تم منع الزيارة لأي سجين مخدرات من زملائه أو معارف باستثناء والديه أو إخوانه وأخواته للحد من عمليات التهريب. وأضافت المصادر أنه تم كذلك إلقاء القبض على عاملين في السجن بينهم عسكريون أو ممن يعملون في الشركات المختصة بالإعاشة أو التموين أو المغاسل يقومون بتهريب ممنوعات للسجناء، وتم فصلهم من مواقع عملهم. وأكدت المصادر أن ورود اسم مدير السجن صريحا في الفيديوهات يدل على أن العملية كيدية وتهدف إلى تشويه سمعة القائمين على السجن جراء التشديد والتفتيش الدقيق الذي يطال الزائرين ومنع غير ذوي القربى من زيارة السجين. وأضافت أن هذه المقاطع قديمة وتم تصويرها قبل سبعة أشهر من سبعة سجناء غادر منهم اثنان السجن قبل أشهر عدة.