وجه رئيس بلدية عرسال علي الحجيري، اتهامات لحزب الله بمحاولة جر المدينة إلى مواجهات مع المسلحين، مشيرا إلى أن "بعض المدسوسين والمأجورين من قبل حزب الله وتنظيم داعش يحاولون سحب عرسال إلى قلب النار، إلا أن الجيش اللبناني لن يدع هؤلاء يتحكمون في أمن المدينة واستقرارها"، وأضاف أن الشكوك حتى الساعة حول من وضع السيارة المفخخة في عرسال، تحوم وبقوة حول عدد من الشباب المؤيدين لحزب الله، مؤكدا أن قيادة الجيش وقائد اللواء الثامن المسؤول عن منطقة عرسال العميد محمد الحسن، يدركون بالتفصيل هوية هؤلاء وانتماءهم السياسي والحزبي، كما يدركون أيضا هوية من يقف خلفهم لإحراق عرسال وتدميرها". وأضاف الحجيري "رئيس الحكومة تمام سلام، ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري، وقائد الجيش العماد جان قهوجي، بعثوا رسائل طمأنة بأن المدينة ستكون بأمان، ولن يدعوا كائنا من كان يعبث بأمنها ومصيرها". إلى ذلك، كشف مصدر وزاري مطّلع، أنه ما لم تنجح المساعي الجارية لإصدار توضيح واعتذار من "حزب الله" في ما خصّ التصريحات الأخيرة لرئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، المتعلقة بتهديد أمين عام "تيار المستقبل" أحمد الحريري، ووزير العدل أشرف ريفي، فإن العلاقة بين الطرفين ستشهد تداعيات سلبية تؤثر في الجهود المبذولة لتخفيف الاحتقان، وتضاعف من مخاطر الاستقطاب السياسي الذي سينعكس على طاولة مجلس الوزراء في ظل عدد من الملفات من بينها ملف التعيينات، والتجاذب بين الوزير ريفي ووزيري "حزب الله" حول تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وكذلك الوضع في جرود عرسال في ظل ترويج مصادر حزب الله، أن مصير قائد الجيش العماد جان قهوجي معلّق على كيفية مقاربة المؤسسة العسكرية لهذا الاستحقاق. وأضاف المصدر أن مصير الحوار مع "تيار المستقبل" معلّق هو الآخر على مجريات معركة عرسال، فضلاً عن أن عدم تجاوب الحكومة مع تأمين الغطاء السياسي اللازم للجيش لخوض المعركة هناك سيحوّل حكومة الرئيس تمام سلام إلى حكومة تصريف أعمال إذا ما اعتكف وزراء 8 آذار أو على الأقل معظمهم، في إشارة إلى اتفاق تمّ بين التيار العوني وحزب الله. ومن جانبها، توقفت الأوساط السياسية عند البيان الذي أصدرته "كتلة المستقبل النيابية"، واعتبرت فيه أن تهديد رعد الذي يُشكّل اعتداء على السلم الأهلي هو الوجه الآخر لحركات التشدّد والتطرّف والإرهاب التي تتفشى في المنطقة، محمّلة إياه وحزبه مسؤولية ما قد يتعرّض له أمين عام التيار ووزير العدل، معربة عن قناعتها بأن حساب "حزب الله" سيأتي في ما بعد مع الشعب اللبناني عموما والطائفة الشيعية بوجه خاص التي يورطها الحزب في عداءات مع اللبنانيين وشعوب المنطقة العربية.