عادت السخونة الأمنية الى منطقة عرسال عبر اعتداء المسلحين امس على الجيش اللبناني بصورة مفاجئة، إذ استهدفت احدى آلياته بعبوة ناسفة داخل البلدة، ما تسبب باستشهاد عسكريَين وإصابة 3 آخرين. وجاء هذا التطور الخطير في غمرة الاتصالات الجارية عبر الوسيط القطري للإفراج عن العسكريين المخطوفين لدى «داعش» و»جبهة النصرة» في جرود عرسال منذ 2 آب (اغسطس) الماضي. وأعلنت قيادة الجيش - مديرية التوجيه في بيان انه «بتاريخه وحوالى الساعة 12.15، تعرضت شاحنة عسكرية تابعة للجيش لانفجار عبوة ناسفة أثناء انتقالها داخل بلدة عرسال، ما أدى الى استشهاد عسكريَين إثنين وإصابة ثلاثة بجروح. وعلى الأثر فرضت قوى الجيش طوقاً أمنياً حول المكان، كما حضر الخبير العسكري وباشر الكشف على موقع الانفجار، فيما تولت الشرطة العسكرية التحقيق في الحادث». وأعقب ذلك قيام وحدات الجيش، اضافة الى الطوق الأمني، بتفتيش دقيق لمخيمات النازحين السوريين في مخيمات عرسال لوجود مشتبه بهم، وحملة تفتيش ودهم في وادي حميد. وفي هذا السياق تابع رئيس الحكومة تمام سلام الأوضاع في عرسال، بعد تفجير العبوة، وذلك من خلال اتصالين مع نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل ومع قائد الجيش العماد جان قهوجي، وعرض معهما التطورات في عرسال. وأكد سلام ضرورة «التنبه والاستعداد في مواجهة القوى التكفيرية المستمرة في اعتداءاتها في منطقة جرود عرسال». وترحم على أرواح الشهيدين، معزياً عائلتيهما ومتمنياً للجرحى «من جنودنا البواسل الشفاء العاجل». وشدد مقبل في بيان على أن «ما حصل هو عمل ارهابي ضد الجيش الذي يقوم بحماية أهله في عرسال والمناطق المجاورة»، مشيراً إلى أن «الهدف من هذا التفجير هو الإيقاع بين الجيش وشعبه لخلق بيئة حاضنة لهؤلاء الإرهابيين». نفي وأكد ثقته بأن «الشعب اللبناني يعي كل ما يحاك من مؤامرات وإشاعات، كتلك التي طاولت رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان اخيراً بأنه توسط لدى قيادة الجيش لإطلاق سراح ابن الأمير السعودي بندر بن سلطان، والذي لا أساس له من الصحة كون الأمير المذكور لم يتم ايقافه اصلاً ولم يكن داخل الأراضي اللبنانية في حينه». وأجرى زعيم تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري اتصالاً بقائد الجيش، جرى فيه التداول في مستجدات الوضع الأمني والاعتداء الذي تعرض له الجيش. وشدد الحريري على «إدانة هذا الاعتداء الذي يرمي الى توريط عرسال وأهلها والالتفاف على الجهود الجارية لإطلاق المخطوفين لدى المجموعات الإرهابية». وقال: «إذ نجدد وقوفنا مع الجيش اللبناني وقيادته في المهمات الموكلة إليه في حماية الحدود من تسلل الإرهابيين وأية مجموعات تعمل على إثارة الفتن، نتوجه بالتحية الى أرواح الشهداء الأبطال الذين يتقدمون خطوط الدفاع عن لبنان والعيش المشترك بين أبنائه». أضاف الحريري: «بلدة عرسال، بما عرف عنها من التزام وطني وقومي وبما تمثله من تضحيات في سبيل قيام الدولة القادرة والعادلة، مدعوة اكثر من اي وقت مضى الى التعبير عن التضامن الكامل مع الجيش ونبذ كل الأصوات التي تريد خلاف ذلك، وتسيء الى عرسال وأهلها وتاريخها بمثل ما تسيء الى الدولة ودورها وجيشها». وقال: «اتوجه الى اهلي وأحبائي في عرسال الطيبة والصابرة والمؤمنة، بوجوب رفع الصوت في وجه كل من تخول له نفسه العبث بسلامة البلدة وكرامتها، او فتح المنافذ للإرهابيين الذين لا هدف لهم سوى أضعاف الدولة وتخريب الثقة المطلوبة بين الجيش وبين المواطنين». وقال «حزب الله» في بيان: «نفذت يد الإرهاب الآثمة جريمة جديدة بحق الجيش اللبناني». واذ دان «هذه الجريمة الإرهابية بحق الجيش، المؤسسة الوطنية الجامعة التي تحمي لبنان واللبنانيين»، حيا «شجاعة العسكريين الذين يبذلون الغالي والنفيس لمنع دخول الإرهابيين عبر الحدود، ومنها إلى لبنان لنشر إجرامهم بين المواطنين». ورأى أنه «في مثل هذه الظروف الحساسة، فإن المهم هو التكاتف حول المؤسسة العسكرية الواحدة والموحدة في مواجهة ما يتهددها من أخطار إرهابية».