جدد المؤتمر الدولي للتعليم العالي توقعاته بحدوث تغيير جذري في نمط الجامعات استجابة للمتغيرات التقنية والمعرفية الحديثة، والبعد عن النموذج الجامعي التقليدي، ما يتطلب مسارات جديدة في التفكير بالمناهج الجامعية وكيفية التدريس وتطوير استراتيجيات البحث والمشاركة في المسؤولية الاجتماعية، مطالبا الجامعات بتبني التدويل كعنصرٍ أساس في استراتيجياتها المؤسسية. جاء هذا في البيان الختامي للمؤتمر، الذي ألقاه المستشار المشرف العام على الإدارة العامة للتعاون الدولي بوزارة التعليم - التعليم العالي، الدكتور سالم المالك مساء أول من أمس. وكان المؤتمر اختتم دورته السادسة أول من أمس الذي نظمته وزارة التعليم، بعنوان "جامعة القرن الواحد والعشرين"، في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض. وأصدر المؤتمر بيانا ختاميا أكد فيه أهمية معالجة حاجات وأوضاع الجيل الجديد من الطلاب، وإعداد الجيل القادم من الأساتذة والعلماء، ومعالجة حاجات المجتمع، والعمل في ظل عالمٍ أكثر ترابطا وعولمة. وأكد البيان أن التعليم العالي ركيزة أساسية للحياة الاجتماعية والاقتصادية، وهو ما يجعل الجامعات محل تركيز التوقعات الكبيرة المتزايدة، مطالبا أستاذ جامعة القرن ال21 بأن يُوجه الطلاب لتطوير القدرة الكفيلة بتطبيق المعرفة بجدارة تتماشى مع أحوال الواقع المتغيرة في حياتهم الشخصية والمهنية، فيما يحتاج الطلاب لينجحوا في حياتهم الوظيفية، إلى الحصول على مهارات تتجاوز إطار المعرفة المهنية. ولفت البيان إلى وجود حاجة ماسة لآليات جديدة لتقويم أداء هيئة التدريس ومكافأتهم، مضيفا "هناك توزيع غير عادل للعلماء المؤهلين في العالم، ما يترك الدول أمام أمرين: إما أن تنافس للحصول على المواهب العالمية أو تخاطر بخسارة مواهبها وقدراتها الوطنية". وفيما يتعلق بمعالجة حاجات المجتمع، شدد البيان على دور الجامعات بوصفها مصادر لإنتاج الجديد من المعرفة، والابتكار، وصناع المستقبل، ومواطني المجتمعات الحديثة. كما دعا البيان الجامعات إلى أن تطور مناهج وهياكل دراسية لإعداد الطلاب للتصدي للحاجات المجتمعية في المستقبل، حيث إن جميع الأمم تجابه تحديات جمة متعلقة بالبيئة، واستخدام الموارد، والصحة العامة وأمور أخرى، حيث يتعين على الطلاب تطوير مكانتهم في عالمٍ مترامي الأطراف. وطالب البيان الجامعات بأن تتبنى التدويل كعنصرٍ أساس في استراتيجياتها المؤسسية، وأن تؤكد على قيام طلابها وهيئات تدريسها بتطوير كفاءات تستقي من معين مختلف الثقافات، وأن تغتنم كثيرا من الفرص المتاحة للتعاون مع الجامعات الأخرى في جميع أرجاء العالم لمعالجة التحديات العالمية الأساسية، منتقدا ما وصفه بالطابع التجاري الذي أضفته العولمة على التعليم العالي وعلى التنافسية بين الجامعات، ما أضر بالأخلاقيات العامة في الجامعات. وأدى هذا أيضا - بحسب البيان - إلى ظهور بعض التساؤلات فيما يتعلق بجودة خدمات التعليم العالي وهي مسألة بحاجة لمعالجة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.