واصلت الندوات العلمية المصاحبة للمعرض والمؤتمر الدولي لتعليم العالي السادس اليوم ، جلساتها لليوم الثاني بمركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض في الرياض ، بطرح ثمانية بحوث تركزت محاورها حول التعليم العالي وسبل تطويره والاستفادة من تجارب الدول الأخرى . وافتتحت الجلسة الأولى لليوم ، التي رأسها خبير التعليم العالي العالمي بالولايات المتحدةالأمريكية جميل سالمي ، تحت عنوان " علاقة الجامعة بالمجتمع والصناعة " ، بورقة عمل من مدير جامعة نورث إيسترن بالولايات المتحدةالأمريكية جوزيف عون ، أشار فيها إلى استثمارات الحكومة حيث أنها تمثل مصدراً أساسيا لتمويل البحث , مبيناً أن مستقبل البحث يعتمد على التعايش بين الأكاديميين والصناعة. وشدد على ضرورة إبرام شراكة بين الجامعات والصناعة الخاصة لتحديد التقنيات الجديدة وتطويرها للأسواق الناشئة مما يكون له الأثر الكبير في عكس أثار الأبحاث وزيادة الفرص التعليمية , وخلق طرق كفيلة بترجمة المعرفة لحلول مواءمة للأسواق. وتحدث الرئيس والمدير التنفيذي لمجمع كانغو للعلوم والأستاذ بكلية الهندسة بجامعة توكاي باليابان عن دور الجامعات المرتبط بالمجتمع ودور المراكز المتخصصة في البحوث والعملية كقواعد لإنشاء صناعة وأعمال إبداعية جديدة ، مع تقديم أمثلة واقعية. فيما وصف رئيس الرابطة العالمية للجامعات بماليزيا الروابط بين الجامعة والقطاع الصناعي بأنها أدوات للإبتكار الإجتماعي باعتبارها هياكل اجتماعية متجذرة بعمق في المجتمع ، حيث يتعين على الجامعات أن تتولى مسؤولياتها الإجتماعية. وأشار إلى أن ينبغى على الجامعات أن تتصدى لمهمة ثالثة منسجمة مع ما نسميه أحيانا بالتواصل الإجتماعي أو المجتمعي , حيث تعتبر الجامعة والمجتمع ، شريكان يؤكدان على وصول تدفقات المعرفة للطرفين " الجامعة والمجتمع " وأن التعليم والتطور يكملان بعضهما بعضا. واختتمت أوراق الجلسة الأولى بطرح مدير جامعة خرونيقن في هولندا سيبراندس بوبيما تجربة جامعة خرونيقن في هولندا وركز على ثلاثة تحديات مجتمعية هامة وهي , كيفية تحسين فترة الحياة الصحية لفئات كبار السن ، والإنتقال من الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجددة ، والإنتقال إلى مجتمع مستديم ، موضحا أن هذا المسعى يتطلب منهج حلزوني رباعي متعدد التخصصات يشمل الجامعات ، والصناعة ، والحكومات ، وعامة السكان. وركزت أوراق الجلسة الثانية التي ترأسها الأمين العام السابق لرابطة الجامعات الأفريقية في جنوب أفريقيا غلام محمد باهي , على " العولمة ودولية التعليم العالي " . وأكد مدير المركز الدولي للتعليم العالي بجامعة كاتوليكا ساكروكير في إيطاليا هانز دي فيت ، أن التعليم العالي من خلال أبعادة الدولية يعد أكثر أهمية من أي وقت مضى ، فالتدويل الذي يتفاعل عبره التعليم العالي مع العولمة , يتطور في سلسلة واسعة من الإتجاهات سواء في مكونها الخارجي أو في مكونها المحلي. وأشار أستاذ معهد التعليم في الكلية الجامعية بلندن سيمون مارغنيسون إلى ديناميكيات للنظم في شرق أسيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية ، بما في ذلك الإستراتيجيات المستخدمة للحفاظ على التحسين الكمي والنوعي , مبينا أن العولمة أحيانا تولد توترات بين النماذج العالمية المهيمنة والممارسات وتقمع في أحيان أخرى مواطن القوى الوطنية الموروثة في ال 20 عاما الماضية. وتحدثت الأمينة العامة للرابطة الدولية للجامعات في فرنسا إيفا أيغرون بولاك في ورقت عملها عن التدويل وأنه أمر ذو أولوية عالية للتنمية المؤسسية في كل مكان ، مؤكدة أن التدويل عملية تشهد تطورا مستمرا. وأضافت أن المؤسسات في مختلف مناطق العالم تنظر لقيمتها بطريقة مختلفة إذ لديها اهتمامات مختلفة فيما يتعلق بالمخاطر ، مبينه أنه من غير المرجح أن نرى التدويل يقل في أهميته لصانعي السياسات والقيادات المؤسسية . وأكد الملحق الثقافي للمملكة العربية السعودية في بريطانيا فيصل أبا الخيل أن العالم سيخضع في القرن الحادي والعشرين لعدد من التحديات المعقدة ، من ضمنها ظاهرة العولمة التي يدور حولها الكثير من الحديث فيما يتعلق بفوائدها وأعبائها ، حيث أن العولمة من خلال ربطها لجميع أنحاء العالم والترابط بين الجهات والمؤسسات ، لها تأثير عميف على مؤسسات وسياسات التعليم العالي. وستشهد بإدارة التنمية الدولية بالمملكة المتحدة في ورقتها غير الرسمية ذكرت أن مسألة تدويل التعليم العالي بالمملكة هي إحدى طرق استجابة البلاد لمتطلبات العولمة ، فالعولمة هي السبب والتدويل هو النتيجة. وختتم أبا الخيل الجلسة الثانية وورقته بأن متطلبات العولمة ضرورة زيادة التعاون والتنافس بين البلدان والمؤسسات على نطاق عالمي ، ولا يوجد نموذج محدد في التعاون بين البلدان المتقدمة والنامية ، ويجب أن يتوفر التعاون المجدي والحيوي لتحقيق أندماج أنظمة التعليم العالي عالمياً لمعالجة بعض القضايا الكامنة والمعقدة. مما يذكر ان جلسات اليوم ، ثاني أيام ندوات المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي ، ستختتم في وقت لاحق من مساء اليوم بعقد جلسة بحيث تركز محاورها على الجودة والاعتماد الأكاديمي والمسؤولية في ظل العولمة.