قالت الشرطة الصومالية إن ستة من ضباطها قتلوا أمس، حينما فجر مقاتلو حركة الشباب سيارة ملغومة أمام مقر للحكومة المحلية في بلدة بيداوة وسط الصومال قبل أن يقتحموه. وقال ضابط الشرطة علي أحمد إن القتال ما زال مستمرا داخل المجمع الذي يضم مقر إقامة الحاكم الإقليمي شريف حسن الذي لم يصب بأذى في الهجوم، إذ رافقه جنود من قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي إلى مطار بيداوة. ولم يتضح ما إذا كان حسن موجودا في مقر إقامته وقت الهجوم. وهذا أحدث هجوم تشنه الشباب التي عادة ما تستهدف مواقع حكومية وسياسيين في العاصمة مقديشو في مسعى للإطاحة بحكومة الصومال.وأضاف أحمد "انفجرت سيارة ملغومة في بادئ الأمر عند بوابة المبنى باتجاه الجنوب الغربي ثم دخل المسلحون". وأضاف "حتى الآن قتل ستة من رجال الشرطة" أربعة منهم عند انفجار السيارة الملغومة واثنان في تبادل إطلاق النار داخل المجمع، وقال ضابط شرطة آخر إن ثمانية أشخاص على الأقل أصيبوا وقتل ثلاثة من المهاجمين. وأكدت حركة الشباب مقتل ثلاثة من مقاتليها في الهجوم وزعمت أنها قتلت 12 جنديا إثيوبيا من قوات الاتحاد الأفريقي التي تقاتل إلى جانب القوات الصومالية لكن لم يتسن التأكد من هذا الأمر. بدوره، أكد مصدر في الأممالمتحدة الهجوم، مشيرا إلى أنه لا يبدو أن المجمع الذي يضم منظمات إنسانية هو المستهدف.وكانت بيداوة الواقعة على مسافة 220 كليومترا شمال غرب مقديشو من أهم معاقل حركة الشباب بين يناير 2009 وفبراير 2012، ثم استعادتها القوات الإثيوبية التي دخلت الصومال في نوفمبر 2011، وانضمت بعدها إلى قوات الاتحاد الافريقي. وفي نوفمبر أصبحت المدينة عاصمة إقليم جنوب غرب الصومال الذي تشكل أخيرا، ورئيسه المتحدث السابق باسم البرلمان الصومالي، شريف حسن الشيخ آدن. وشهدت المدينة اعتداء مزدوجا في مطلع ديسمبر من العام الماضي، أوقع 15 قتيلا، حين فجر انتحاري نفسه داخل مقهى ثم انفجرت عبوة بعد بضع دقائق فيما كان المسعفون ينتشلون الجرحى. كما قتل ما لا يقل عن 19 شخصا في مايو من العام الماضي، في انفجار سيارة مفخخة في بيداوة. وتكبد متمردو حركة الشباب، الذين سيطروا في فترة معينة على كامل أراضي وسط الصومالوجنوبها، سلسلة من الانتكاسات العسكرية منذ أغسطس 2011، ما أرغمهم على التخلي عن جميع معاقلهم تقريبا. إلا أنهم ما زالوا يسيطرون على مناطق ريفية شاسعة، لكن أمام تفوق القوات الأفريقية باتوا يكتفون بشن هجمات وعمليات انتحارية في إطار معركتهم للإطاحة بالحكومة، وللرد على المزاعم حول الخسائر التي تعرضوا لها.ويوم الأربعاء الماضي، قتل شخص في هجوم بسيارة مفخخة في موقف سيارات فندق مكةالمكرمة، الذي تحيط به إجراءات أمنية مشددة ويرتاده مسؤولون حكوميون ورجال أعمال صوماليون.