قُتل 16 شخصاً على الأقل إثر انفجار سيارتين ملغومتين أمام مجمع للمحاكم في العاصمة الصومالية مقديشو، كما اقتحم مسلحون المبنى أمس قبل اندلاع معركة بالأسلحة النارية مع قوات الأمن التي حاصرت المبنى. وأكد مقيمون أن انفجاراً كبيراً وقع في منطقة قرب مطار مقديشو بعد ذلك بساعات. ولم تتضح على الفور الجهة المسؤولة عن الهجوم لكن «حركة الشباب المجاهدين» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» أعلنت المسؤولية عن عدد من التفجيرات الانتحارية في مقديشو هذا العام. وقال آدن سابدو الذي يعمل في مكتب رئيس البلدية الملاصق للمحكمة: «دخل نحو سبعة أشخاص مدججين بالسلاح بزي حكومي المحكمة بمجرد انفجار سيارة ملغومة عند البوابة. ظننا أنهم جنود حكوميون». وأضاف أن «هناك كثيرين من مسؤولي الحكومة داخل المحكمة التي كانت منشغلة هذه الأيام». وأشار حسين علي الذي يعمل في مجمع المحاكم إلى أن مسلحين «دخلوا المحكمة ثم سمعنا دوي انفجار. بعد ذلك بدأوا في إطلاق النيران. لا نعلم عدد الضحايا». وقال فادومو علي المتواجد داخل مكتب رئيس البلدية: «نحن محتجزون داخل المكاتب ولا نستطيع الخروج. وبعض الإرهابيين ما زالوا داخل مبنى المحكمة ويرتدون سترات ناسفة، وتحيط القوات الصومالية وقوات اميسوم (الأفريقية) لحفظ السلام بالمبنى». ووصلت القوات الصومالية وحاصرت مجمع المحاكم ووقع انفجار آخر بينما ظلت أصداء الأعيرة النارية تتردد في المكان. وشوهدت 16 جثة يرتدي بعض أصحابها زي القوات الحكومية وبعضها الزي العادي حول المجمع، لكن لم يتضح عدد جنود القوات الحكومية أو المهاجمين أو المدنيين. ولم تكن المحكمة منعقدة وقت وقوع الهجوم، لكن مسؤولين كثيرين كانوا في المبنى، ويعتقد أن مسؤولين قضائيين بارزين من بينهم قاضي المحكمة العليا كانوا في المبنى عند مهاجمته. ولم يعرف ما إذا كان مسؤولو المحكمة من بين الضحايا. وأعلنت الشرطة وشهود أن سيارة ملغومة انفجرت في وقت لاحق عند مبنى يضم المخابرات الصومالية على طريق يؤدي إلى المطار فيما كانت تمر فيه سيارات تركية وأخرى تابعة للاتحاد الأوروبي. بعد ذلك فتحت القوات الحكومية النار وسدت الطريق. وأوضح ضابط الشرطة قدر علي أن «السيارة الملغومة انفجرت قرب بوابة مبنى يضم الأمن الصومالي. كانت سيارات تابعة للاتحاد الأفريقي وتركيا تمر هناك. ما زلنا نتحرى الهدف وعدد الضحايا». وكانت بريطانيا حذرت مطلع الشهر من أن «إرهابيين بصدد المراحل النهائية للتخطيط لهجمات في مقديشو». وكانت «حركة الشباب» تسيطر على معظم أجزاء العاصمة الصومالية خلال الفترة من 2009 إلى 2011 لكنها أجبرت على الخروج من معظم المدن الرئيسة في وسط وجنوب الصومال على يد قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي. وردت الحركة بسلسلة من التفجيرات كان آخرها مطلع الشهر حين انفجرت قنبلة أمام مقر بنك «ذهب شيل» مما أسفر عن إصابة اثنين على الأقل بعد أن أمرت الحركة البنك بوقف عملياته في مناطق خاضعة لسيطرتها. وأعلنت الحركة الشهر الماضي مسؤوليتها عن انفجار سيارة ملغومة نفذها انتحاري استهدف مسؤولاً أمنياً كبيراً وأسفر عن مقتل عشرة على الأقل في وسط مقديشو. ونجا مسؤول الأمن من الهجوم الذي أوقع أكبر عدد من القتلى في المدينة هذا العام حتى وقوع هجوم أمس.