لم يكتف تنظيم داعش الإرهابي بالقتل والترهيب وسرقة حضارة بلاد الرافدين وتحطيم وإتلاف ما تحتويه متاحفها ودور نشرها ومكاتبها الوطنية، بل عمد إلى تهميش القارئ والمثقف العراقي في المحافل والمعارض الدولية، إذ اقتصرت المشاركة العراقية في معرض الرياض الدولي للكتاب على حضور خجول لعدد من المثقفين ودور النشر العراقية. وعزا عدد من المفكرين العراقيين ضعف مشاركة المثقف العراقي في المهرجان إلى أمور عدة، إذ قال الباحث العراقي الدكتور نبيل الحيدري "إن الأوضاع الراهنة لا سيما سيطرة داعش على ثلث العراق غيبت المثقف العراقي عن الساحة". وأضاف "تشهد العراق نزوحا كبيرا للمثقفين والمفكرين العراقيين الذين يبحثون عن بيئة خصبة لحركة التفاعل الثقافي"، مشيرا إلى دور المثقف العربي في تقديم نتاج فكري وثقافي للشعوب العربية، وهذا ما يؤدي إلى تقاطع مع السياسي غير المثقف، ما جعل هناك تصفية واضحة لعدد من المثقفين العراقيين. وقال حازم السامرائي ل"الوطن" إن ما تشهده المنطقة من حركة تغييب للمثقفين العرب والعراقيين من الساحات والمحافل الثقافية مقصود وممنهج من قبل جماعات تحاول إقصاء المفكر العربي. وأضاف "ما نشهده من حركة زحام ثقافي تحتضنها العاصمة الرياض يبشر بخير واطمئنان للمثقفين العرب". وتابع "معرض الرياض الدولي للكتاب أحد المنارات الثقافية التي ينتظرها المثقف العراقي والعربي ككل".