مرة أخرى، أطل الإرهاب على لبنان من الواجهة الشمالية، ليضرب ضاحية جبل محسن في مدينة طرابلس بهجومين انتحاريين مزدوجين، وفيما تبنى تنظيم جبهة النصرة التابع للقاعدة مسؤولية التفجيرين، مشيراً إلى أنه يأتي "ثأراً لأهل السنة في سورية ولبنان"، تبرأ مفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار من منفذي العملية، نافياً أي ارتباط بينهم وبين السنة في لبنان، مشيراً إلى أن هدف الإرهابيين هذه المرة هو "إعادة أحداث العنف إلى المدينة، وضرب التلاحم الوطني والنسيج الاجتماعي". بدوره، دان رئيس الوزراء الأسبق ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري جريمة التفجير الإرهابي التي استهدفت أحد المقاهي في منطقة جبل محسن بطرابلس. ووصف الحادث بأنه "عمل إرهابي جبان يندرج في إطار محاولات إثارة البلبلة، وتأجيج الفتنة وزعزعة الأمن في عاصمة الشمال، بعدما تمكن الجيش اللبناني والقوى الأمنية من وقف دورات العنف والاقتتال ومكافحة التنظيمات الإرهابية وتثبيت الأمن والاستقرار في المنطقة". وأضاف في بيان "هذه الجريمة الإرهابية النكراء تتطلب تضافر جهود جميع اللبنانيين ووقوفهم بقوة وراء جيشهم وقواهم الأمنية للقيام بالإجراءات المطلوبة في حفظ الأمن وملاحقة المرتكبين، ومن يقفون وراءهم لإلقاء القبض عليهم وإحالتهم على الجهات المتخصصة لمحاكمتهم". في السياق ذاته، رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب الشمالي كاظم الخير في تصريحات إلى "الوطن" أن الحادث محاولة لإثارة فتنة طائفية، وقال "التفجير لم يستهدف جبل محسن فقط بل كل الشمال والاستقرار في لبنان. وما حدث يأتي في ظل ظروف يعيش فيها البلد حال استقرار وتفاهمات، وبعد تنفيذ الخطة الأمنية وحالة الأمن التي شعر بها أهالي طرابلس والشمال عموماً، جاء التفجير ليعكر الأجواء ويحرك الفتنة النائمة، وذلك لإشعال النار الموجودة في المنطقة داخل لبنان عبر بوابة طرابلس". وأضاف "ردود الفعل كانت واعية من كل الأطراف السياسية ومن كل الفعاليات وكل الطوائف، تضامنا مع القتلى الذين سقطوا، واستنكارا لهذا العمل الإجرامي الإرهابي الذي لا يمت إلى الإسلام بأي صلة، فهو عمل تخريبي، وتضامن اللبنانيين في هذه المرحلة هو الأساس لأن الإرهاب يستهدف اللبنانيين بكل الطوائف ويستهدف لبنان كدولة ومؤسسات". وكان وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق قال في تصريحات صحفية "سنتصدى لكل قرار إرهابي بالدخول على المعادلة اللبنانية، وما حصل هو اعتداء وحشي على أهلنا في جبل محسن كما على كل لبناني، وسنتصدى لهذا النوع من الاعتداءات بتضامن اللبنانيين وتماسكهم، وهذا ليس بقليل على الإطلاق، بخلاف ما يظن هؤلاء المجرمون أيا كان انتماؤهم أو انتسابهم". كما صدر عن وزير العدل اللواء أشرف ريفي بيان جاء فيه "امتدت يد الإرهاب لتنال من طرابلس وأهلها، باستهداف مجرم طال أبناء المدينة، وحاول النيل من أمنها واستقرارها، وهو عمل مرفوض ومدان بكل المعايير الأخلاقية والدينية والوطنية، ويقع تحت طائلة القانون، وس تصل يد العدالة إلى معاقبة كل من خطط له وشارك في تنفيذه. وأعلن الجيش اللبناني هوية الانتحاريين اللذين فجرا نفسيهما في المقهى، إذ قال في بيان "نتيجة الكشف الأولي للخبراء العسكريين المتخصصين على موقع الانفجار الذي حصل في منطقة جبل محسن، تبين أن العملية الإرهابية نفذها انتحاريان هما طه سمير الخيال وبلال محمد المرعيان. والشابان من منطقة المنكوبين".