قتل 7 اشخاص على الأقل واصيب 36 آخرون بجروح في تفجير انتحاري وقع في منطقة جبل محسن في طرابلس في شمال لبنان مساء امس السبت، ما يثير الخشية من عودة التوتر الى هذه المدينة ذات التاريخ الحافل بالمواجهات بين سنة وعلويين. وافاد مصدر امني لوكالة فرانس برس ان الانتحاري هو مواطن من المدينة يقطن حيا سنيا يبعد حوالى 500 متر عن جبل محسن ذات الغالبية العلوية. من جهتها، أعلنت جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة في حساب على تويتر -يديره الذراع الاعلامي للجبهة- مسؤوليتها عن الهجوم الانتحاري الذي وقع في مدينة طرابلساللبنانية. ووصفت الجبهة الهجوم بأنه تفجير انتحاري مزدوج نفذ «ثأرا لأهل السنة في سورياولبنان». (حسب وصفها). وسارعت الاطراف السياسية المختلفة في البلاد الى استنكار التفجير، داعية الى التضامن مع اهالي جبل محسن والى «الوحدة الوطنية». واصدر الجيش اللبناني بيانا جاء فيه «بتاريخه، حوالى الساعة 19,30 (17,30 ت غ) ، استهدف أحد المقاهي في منطقة جبل محسن بتفجير انتحاري أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى في صفوف المواطنين». وقال مسؤول في الصليب الاحمر ان التفجير اسفر عن مقتل «سبعة اشخاص واصابة 36 آخرين بجروح». وكان مصدر امني اشار الى وقوع التفجير في مقهى الاشقر في جبل محسن، مشيرا الى «العثور على سبع جثث بينها اثنتان اشلاء». وروى زهير الشيخ الذي اصيب بجروح طفيفة نتيجة الانفجار نقل على اثرها الى مستشفى زغرتا في الشمال، لوكالة فرانس برس انه كان «موجودا في المقهى مع آخرين، عندما سمعنا انفجارا أول. ثم وقع انفجار كبير لم نعرف ما هو». وتحدثت بعض وسائل الاعلام عن عمليتين انتحاريتين. ولم يؤكد اي مصدر رسمي هذه الرواية. الا ان مصدرا امنيا قال لوكالة فرانس برس ان الاجهزة الامنية تشتبه بان منفذ العملية الانتحارية هو شاب من منطقة المنكوبين ذات الغالبية السنية في طرابلس، مشيرا الى ان الجيش طوق منزل المشتبه به، واوقف والده. ومن شأن هذه العملية ان تعيد التوتر الى المدينة التي شهدت بين مايو 2007 وربيع 2014 عشرين جولة قتال بين منطقتي باب التبانة ذات الغالبية السنية وجبل محسن في طرابلس اوقعت مئات القتلى والجرحى. وتأججت هذه الجولات على خلفية النزاع السوري مع وقوف غالبية السنة الى جانب المعارضة السورية وتأييد العلويين لنظام الرئيس بشار الاسد. وقال رئيس الحكومة تمام سلام في تصريح صحافي «ان هذه الجريمة لن ترهب اللبنانيينوالطرابلسيين منهم على نحو خاص، ولن تضعف عزيمة الدولة وقرارها في مواجهة الارهاب والارهابيين». واتهم حزب الله الشيعي، حليف النظام السوري، «التكفيريين الإرهابيين» بارتكاب الجريمة. وقال في بيان ان هذه الجريمة «واضحة المعالم وواضحة الأهداف، ما يؤكد أن الأخطار التي تتهدد مناطقنا كلها هي واحدة ومصدرها الفكر التكفيري الإجرامي الذي لا يميز بين منطقة وأخرى وطائفة وأخرى وبلد وآخر»، مشيرا الى ان «استهداف مدينة طرابلس في هذا الوقت محاولة من هؤلاء الإرهابيين لإعادة نشر بذور الفتنة بين أهلها». وقال الحريري «ان هذه الجريمة الإرهابية النكراء تتطلب تضافر جهود جميع اللبنانيين ووقوفهم بقوة وراء الجيش اللبناني والقوى الأمنية للقيام بالإجراءات المطلوبة في حفظ الأمن وملاحقة المرتكبين» ومحاكمتهم. وبدأت الاجهزة الامنية والقضاء التحقيق في الحادث، بينما فرض الجيش اللبناني طوقا على كل منطقة جبل محسن، ومنع الصحافيين من الاقتراب من مكان الانفجار، بحسب ما ذكر مراسل فرانس برس. وعلى حسابه على موقع تويتر، كتب فارس سعيد، الامين العام لقوى 14 آذار التي ينتمي اليها سعد الحريري، «انا هذا المساء جبل محسن»، في صدى لعبارة «انا شارلي» التي عمت العالم خلال الايام الاخيرة تضامنا مع ضحايا الاعتداء الذي نفذه متطرفون على مقر صحيفة «شارلي ايبدو» الفرنسية. في 23 اغسطس 2013، استهدف مسجدين سنيين في طرابلس بتفجيرين اوقعا عشرات القتلى والجرحى. ووجهت اصابع الاتهام الى اشخاص من جبل محسن بالمشاركة في العملية.