أعلن حزب حركة نداء تونس الفائز بالأغلبية البرلمانية ترشيحه وزير الداخلية السابق الحبيب الصيد لتولي رئاسة الحكومة في البلاد خلال السنوات الخمس المقبلة. وقال رئيس البرلمان والقيادي ورئيس حزب حركة نداء تونس بالنيابة، محمد الناصر، "تم الاتفاق على ترشيح الحبيب الصيد رئيسا للحكومة القادمة وذلك بعد التشاور داخل هياكل الحركة ومع بعض الأحزاب السياسية". ولا ينتمي الصيد لحزب حركة نداء تونس الفائز بالانتخابات البرلمانية برصيد 86 مقعداً، لكن يبدو أن اختياره جاء بالتوافق مع بقية الأحزاب وعلى رأسها حركة النهضة. وأضاف الناصر لوسائل الإعلام بقصر قرطاج بعد تقديم الصيد مرشحا لرئاسة الحكومة إلى رئيس الجمهورية "تم اختيار الحبيب الصيد باعتباره شخصية مستقلة تقلد بعض المناصب في الدولة، فضلا عن خبرته في المجالين الامني والاقتصادي". مشيراً إلى أن اختيار الصيد خطوة لتقليل مخاوف المنافسين من هيمنة الحزب على السلطة، بعد فوز زعيمه بمنصب الباجي قائد السبسي بالانتخابات الرئاسية. ويعتبر هذا التعيين الذي جاء بتوصية شخصية من الرئيس السبسي تأكيداً لخياره في أن يكون رئيس الحكومة من خارج "نداء تونس" وشخصية غير حزبية، بعد أن أكد في أكثر من مناسبة قبل وبعد انتخابه على أن حزبه لن يحكم وحده، وأن الحكومة ستخضع لاستشارة واسعة، تضم كل الأحزاب السياسية، بما في ذلك حزب النهضة، الذي يشغل الكتلة النيابية الثانية في البرلمان. ويعتبر الصيد مقرباً من مؤسس حزب حركة نداء تونس ورئيس الجمهورية الحالي السبسي، بعد أن عينه وزيراً للداخلية عندما قاد أول حكومة عقب الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي عام 2011. وستكون أمام الصيد مهلة شهرا قابلة للتجديد مرة واحدة لتشكيل الحكومة وعرضها على مجلس نواب الشعب لنيل الثقة حسب ما ينص عليه دستور تونس الجديد.