أكدت دراسة حديثة أن نسبة نمو العالم الرقمي في منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا اقتربت من حاجز ال600%، وأن الأسواق الناشئة ستتقدم على مثيلاتها المتقدمة بحلول عام 2017. وأوضحت الدراسة التي حصلت "الوطن" على نسخة منها، وحملت عنوان "عالم رقمي من الفرص: البيانات الغنية والقيمة المتزايدة لإنترنت الأشياء" أن 60% من بيانات العالم الرقمي خلال العام الماضي تعود إلى الأسواق المتقدمة "ألمانيا واليابان وأميركا"، إلا أنها تتوقع تقدم الأسواق الناشئة بما فيها الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، والبرازيل، والصين، والهند، والمكسيك، وروسيا على الأسواق المتقدمة بحلول عام 2017، مشيرة إلى أن حجم مساهمة منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لوحدها في العالم الرقمي سينمو من 3.8% إلى 4.2% بحلول عام 2020. الدراسة التي قامت بها شركة EMC، المتخصصة في تقديم تكنولوجيا المعلومات في إطار قنوات خدمية، تتوقع وتحدد حجم البيانات المنتجة بصورة سنوية، حيث تشكل الحوسبة السحابية عاملاً رئيسياً في هذا التحول. وتكشف الدراسة أيضاً عن الدور الرئيسي لبروز التكنولوجيا اللاسلكية، والمنتجات الذكية، والشركات المعرفة بالبرمجيات في تعزيز حجم البيانات العالمي المتزايد. وأوضحت الدراسة في محور آخر أن أغلب البيانات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحتاج إلى الحماية، حيث إن 47% من البيانات المتولدة محمية، فيما لا تزل نسبة كبيرة تقدر ب53% غير محمية، وذكرت أن ذلك يمثل مصدراً للقلق، باعتبار أن حجم المعلومات يتزايد يوماً بعد يوم، مما يفتح المجال أمام استغلال المجرمين الإلكترونيين لأصول البيانات المتعرضة للضرر بصورة متزايدة. وترى الدراسة أن "أتمتة وتسجيل واستقبال البيانات حالياً لا تتجاوز نحو 2% من حجم المعلومات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، متوقعة أن تسهم بتعزيز حجم بيانات فيها بنسبة تفوق 8% بحلول عام 2020، ما يعني خلق مصادر جديدة من القيمة السوقية بالنسبة لشركات المنطقة. ووفقاً للمحللين، فإن المنظمات على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يتوجب عليها أن تأخذ الخطوات اللازمة اليوم لتحديد وتعريف "البيانات المفيدة"، أو تلك التي يمكن تحليلها في العالم الرقمي. وأضافت أنه "في 2013 كانت 22% من بيانات العالم الرقمي على المستوى العالمي تعتبر بيانات مفيدة، إلا أن الأمر سيتطور في 2020، حيث يمكن القول إن 35% من البيانات العالمية ستعتبر مفيدة، بفضل نمو المعلومات نتيجة ما يعرف ب"إنترنت الأشياء"، وهو يعني الأجهزة والأدوات الإلكترونية الموصولة القادرة على الاتصال بشبكة الإنترنت، وهو ما يجعل منها عنصرا مشاركا ونشطا في الحياة اليومية والعمليات التجارية. ويقول محمد أمين، نائب الرئيس الأول والمدير الإقليمي لمنطقة تركيا وأوروبا الشرقية وأفريقيا والشرق الأوسط في "إي أم سي"، إن "منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تواصل ريادتها في قيادة مستويات نمو البيانات بمساهمة قدرها 3.8% في العالم الرقمي". وأرجع ذلك إلى الانتشار السريع والواسع لمنصات التواصل الاجتماعي والمحمول، إضافة إلى الانتشار الواسع لأجهزة المراقبة بالفيديو عبر قطاعات رئيسة مثل النفط، والغاز، والطيران، والضيافة، والتجزئة، والمالية، إلى جانب العديد من مبادرات المدن الذكية الطموحة الجاري تطبيقها على مستوى المنطقة ككل. وقال أمين: "إن المؤسسات تبحث اليوم عن حلول تساعدها على تجاوز عمليات جمع وتخزين هذه البيانات لتحديد البيانات "عالية القيمة" والحصول على رؤى قيمة، منها تمكنها من تعزيز مستويات نموها وزيادة قدرتها التنافسية، وإن الآفاق الواسعة التي توفرها هذه المشاريع في تعزيز قيمة الشركات هي كبيرة وتفرض على إدارات تكنولوجيا المعلومات الإبتكار لإيجاد وسائل جديدة للاستفادة من البنى التحتية القائمة بما يسهم في تسخير قيمة إنترنت الأشياء ودخول مستقبل حوسبة المنصة الثالثة".