تسعى دول الخليج العربي إلى الانتقال صوب المدن الذكية، بالترافق مع دخول شبكة الانترنت إلى عصر «البيانات الكبيرة» Big Data، التي يتوقع خبراء المعلوماتية أن تمثل قفزة نوعية في تاريخ تلك الشبكة وعلاقاتها مع الحياة اليومية للناس. واستطراداً، تركز دول الخليج العربي على أن المدن الذكية تتطلب خططاً طويلة الأمد في المعلوماتية، خصوصاً لجهة تخزين «البيانات الكبيرة» النوعية والأمن الرقمي. ويتوازى ذلك مع تنامي طموحات خليجية لنشر نموذج المدينة الذكية، وفق رؤية خبيرة تقنية المعلومات سافيتا باسكار، وهي المديرة العامة لشركة «كوندو بروتيغو». إذ ترى باسكار أن المدن الذكية بدأت تصبح حقيقة واقعة في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما تبرهن عليه مدن ذكية كدبي في الإمارات، ومكة المكرمة في السعودية، و«لوسيل» في قطر. أجهزة مليونية وتتوقع شركة «نافيغانت» للبحوث نمو إيرادات سوق تقنيات المدن الذكية عالمياً من 6.1 بليون دولار في العام 2012 إلى 20.2 بليون دولار بحلول العام 2020. وتولد المدن الذكية بواسطة نشر ملايين أجهزة الاستشعار الإلكترونية والكاميرات الرقمية، وهي تبث كميات هائلة من البيانات التي تنقَل عبر شبكات متخصصة إلى مراكز للتحليل والتخزين، مع ملاحظة وجود تفاعل بين تقنية «حوسبة السحاب» Cloud Computing من جهة، وتوافر «البيانات الكبيرة» على شبكة الانترنت من جهة ثانية. وفي ذلك الصدد، أوضحت باسكار أنه بوسع المدن الذكية تعزيز سبل التواصل، وتحقيق منافع اقتصادية عدة. كذلك شددت على ضرورة وضع خطط تقنية طويلة الأمد للمدن الذكية تشمل التخطيط والتدريب على إدارة كميات ضخمة من «البيانات الكبيرة» وحمايتها شبكياً، إضافة إلى التمرس بحلول التخزين والأمن والتعافي من الكوارث. وأضافت باسكار: «ينبغي على بلديات المدن الذكية وحكوماتها تحقيق استفادة كبيرة من عصر «البيانات الكبيرة». ويتوجب عليها أيضاً حماية بيانات الجمهور، والتصدي للمتسللين الرقميين والقراصنة الإلكترونيين». وتشتهر شركة «كوندو بروتيغو» (اسمها اللاتيني يعني «التخزين والحماية») بأنها مؤسسة إقليمية بارزة في تقديم الاستشارات للجميع، بداية من أصحاب المشاريع الكبيرة إلى المؤسسات الصغيرة. وتركز «كوندو بروتيغو» على تخزين البيانات الافتراضية، والأمن المعلوماتي، وحماية البيانات الرقمية. وتقدم خدماتها على مدار الساعة، إضافة إلى استجابتها في حالات الطوارئ المعلوماتية ضمن ما لا يزيد على 30 دقيقة. وينصب اهتمام «كوندو بروتيغو» على العملاء، وتؤمن بالفلسفة التي تقول إن «العمل يتمحور حول الناس». (من المستطاع الوصول إلى مزيد من المعلومات عن «كوندو بروتيغو» عبر الموقع الإلكتروني condoprotego.com. بحوث عن البيانات والأمن في سياق متصل، توقع تقرير صدر حديثاً عن شركة «آي دي سي» IDC، المتخصصة في بحوث أسواق المعلوماتية، أن يصل حجم سوق خدمات البيانات الكبيرة وتقنياتها إلى 32.4 بليون دولار بحلول العام 2017. وبصورة عامة، تتسلح المدن الذكية بحلول استراتيجية في التعافي من الكوارث لمواجهة الأخطاء البشرية والكوارث الطبيعية، في عالم يتسم بوجود حاجة ملحة من الجمهور للوصول إلى البيانات على مدار الساعة. وتواجه مدن الشرق الأوسط كوارث طبيعية أكثر بثلاث مرات من تلك التي كانت تواجهها في ثمانينات القرن الماضي، وفقاً لتقديرات «البنك الدولي». كذلك ترتكز المدن الذكية إلى نسيج متين من علاقات الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وكذلك مع شركات ومؤسسات تقدم منافع متنوعة كرصد المرافق في المباني، وتطبيقات الحياة اليومية في الأجهزة الذكية، وتقنيات الرعاية الصحية وخدمات الطوارئ وغيرها. وفي ذلك الصدد، تشير توقعات لشركة «غارتنر» لبحوث التقنية الرقمية، إلى أن نمو سوق «حوسبة السحاب» في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لتصل إلى 4 بليونات دولار بحلول العام 2017، منها 1.1 بليون دولار توظف في حلول «حوسبة السحاب» المخصصة للجمهور. وتستند تلك التوقعات إلى ملاحظة الميل المتزايد لدى القطاعين العام والخاص، لتبني تقنية «حوسبة السحاب» بوصفها بنية تحتية بديلة عن البنية التحتية الفيزيائية. ولذا، ترى شركة «ديلويت» العالمية أن سوق «حوسبة السحاب» مهيّأ للنمو عالمياً من 41 بليون دولار في 2011 إلى 241 بليون دولار بحلول العام 2020. وعلقت باسكار، وهي خبيرة المعلوماتية في «كوندو بروتيغو»، على الأمر عينه بالإشارة إلى أن أمن البيانات المخزنة في «سحب» الإنترنت، تمثل أمراً حيوياً، في ظل شعور المسؤولين بالقلق حيال الحفاظ على سرية بيانات المدينة الذكية. وأضافت باسكار: «ينتاب مسؤولو المدن الذكية القلق أيضاً بشأن الكوارث الطبيعية والمتسللين الشبكيين». وأعربت باسكار عن ثقتها في قدرة المسؤولين الخليجيين على إظهار إمكانات المدن الذكية في تحقيق الريادة نحو تحسين سبل المعيشة والعمل في الحواضر الخليجية، مع ضمان أمن الناس والحفاظ على بياناتهم. جدير بالذكر أن «كوندو بروتيغو» تبيع منتجات متصلة بتخزين البيانات وحمايتها، خصوصاً تلك التي تصنعها شركتا «سيمانتيك» و«إي إم سي» . وتتمتع «كوندو بروتيغو» أيضاً بكونها أحد أكثر شركاء «سيمانتيك» خبرة وتمكناً في الشرق الأوسط. وتملك «كوندو بروتيغو» اعتماد «التخصص الرئيسي» من «سيمانتيك» لجميع تطبيقاتها في أربعة مجالات متعلقة بالبيانات، هي الأرشفة والاستكشاف الإلكتروني، وإدارة التخزين، والحماية الإضافية للبيانات، والتوافر المستمر. ويلاحظ أن «كوندو بروتيغو» كانت الشركة الوحيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة التي نالت ذلك الاعتماد، وهو منِح لها بعدما تمكنت من اجتياز اختبارات متنوعة في عمليات معقدة تتعلق بمراقبة الجودة.