سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اليمن بلا حكومة.. والأزمة السياسية تتصاعد معارك دامية بين الحوثيين وعناصر القاعدة في البيضاء مسيرة في صنعاء تطالب برحيل المسلحين من العاصمة وبقية المحافظات
انتهت أمس مهلة تشكيل الحكومة اليمنية الجديدة، وفقا لاتفاق السلم والشراكة الوطنية، الذي وقعته الأطراف السياسية في 21 سبتمبر الماضي، الذي ينصّ على تشكيل حكومة خلال شهر من توقيع الاتفاق، بغرض إنهاء الأزمة السياسية، التي تصاعدت بسيطرة جماعة الحوثيين المسلحة على العاصمة صنعاء وتمددها إلى محافظات أخرى، في الوقت الذي عاشت فيه محافظة البيضاء يوماً دامياً إثر معارك بين الحوثيين وعناصر القاعدة. وظهرت أمس بوادر طور جديد من الأزمة المتفاقمة في البلاد، يمكن أن ينتج عنها مزيد من تأخير تشكيل الحكومة، بتهديد أحزاب اللقاء المشترك بعدم المشاركة بالحكومة الجديدة، متذرعة بما أسمته "تجاهل الشراكة الوطنية بالإصرار على التفاضل بين الأحزاب الموقعة على اتفاق السلم والشراكة الوطنية" الذي وفق تلك الأحزاب "يؤذن بفشلها". وتمسكت أحزاب المشترك في رسالة رفعتها إلى الرئيس عبدربه منصور هادي ب"المساواة بين الأحزاب والمكونات الموقعة على اتفاق السلم والشراكة في التمثيل في الحكومة"، وقالت إن لديها "الاستعداد لدعم الحكومة التي ستشكل بدون مشاركة أحزاب اللقاء المشترك وسندعمها لضمان نجاحها في أداء مهامها الوطنية الجسيمة على قاعدة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة الوطنية وملحقه الأمني والعسكري". في هذه الأثناء خرج أمس بصنعاء، العشرات في مسيرة للمطالبة برحيل الميليشيات المسلحة من العاصمة صنعاء وبقية المحافظات، حيث انطلقت المسيرة من شارع الزبيري تحت شعار "من أجل وطن آمن"، وردد المحتجون شعارات رافضة لوجود الميليشيات المسلحة داخل المدن أياً كانت. وطالب المتظاهرون في بيان لهم بعودة "مؤسسات الدولة وأولها الجيش والأمن لحماية الوطن والمواطنين من الميليشيات وجماعات الإرهاب"، كما دعا البيان إلى الإسراع في تصحيح السجل الانتخابي، وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية لحماية البلد من مخاطر الفراغ السياسي. وأعلن المتظاهرون عن توسيع احتجاجاتهم السلميةالمطالبة بخروج الميليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية من مدن وأرياف اليمن ضمن حملة أطلقوا عليها (من أجل وطن آمن) بعد التنسيق مع قيادات الاحتجاجات في المحافظات المتضررة من اجتياح ميليشيات الحوثي وتغلغل تنظيم القاعدة وسط وشمال البلاد. في غضون ذلك، استمرت مظاهر المشهد الأمني المتدهور في اليمن في التصاعد مع توسع الصراع بين المسلحين الحوثيين ومسلحي تنظيم القاعدة إلى محافظة إب بعد سيطرة مسلحي التنظيم على مدينة العدين كأول مدينة تخضع لنفوذ المسلحين في إب. وبعيد ساعات من إعلان التنظيم فرض سيطرته على المدينة وإعلانه اشتعلت مواجهات ليلية بينهم ودوريات عسكرية تضم مقاتلين من اللجان الشعبية في منطقة مشورة غرب إب. وقال مسؤولون إن المواجهات اشتعلت بعد شن مسلحي القاعدة هجوما على حاجز التفتيش المرابط في المدخل الغربي لمدينة إب، وتلته مواجهات استمرت ساعات وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين وانسحاب مقاتلي التنظيم إلى مدينة العدين. وفي محافظة البيضاء استمرت أمس المواجهات بين مسلحي اللجان الشعبية الخاضعة لنفوذ الحوثيين ومسلحي جماعة أنصار الشريعة في العديد من المناطق بمحيط مدينة رداع ومحيط منطقة قيفة، حيث يتحصن المئات من مسلحي "القاعدة". وقال وجهاء وسكان إن المسلحين الحوثيين شنوا هجمات كثيفة على معاقل مسلحي القاعدة في العديد من المناطق التي سمع فيها دوي الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، كما قصفوا منزل القيادي في تنظيم القاعدة (نصر الحطام). فيما تولت مجاميع أخرى بتمشيط مدينة رداع بحثا عن أوكار للمسلحين الذين يشنون بين الحين والآخر هجمات على تجمعات الحوثيين مستخدمين العبوات الناسفة والسيارات المفخخة. وجاء ذلك بعدما كانت مدينة رداع اهتزت ليل أول من أمس على وقع تفجير سيارة مفخخة استهدفت منزل مدير مكتب التربية والتعليم عبدالله إدريس، أسفر عن مقتل 15 من أقرباء إدريس والمسلحين الحوثيين وإصابة نحو 20 بجروح بعضهم أسعفوا إلى المستشفى وهم في حالة صحية حرجة، كما أدى التفجير إلى تخريب جزئي لمنزل الشيخ الشيخ إدريس وتدمير عدة سيارات.