تطورات متسارعة تشهدها الساحة اليمنية منذ سيطرة المتمردين الحوثيين على العاصمة صنعاء قبل نحو ثلاثة أسابيع، فبعد سقوط الحديدة ومرفئها على البحر الأحمر، سيطرت جماعة الحوثيين على مدينة إب (جنوبصنعاء)، وعلى حجة ووصلت طلائعها إلى محافظة تعز الأكثر كثافة سكانية، حيث وقع اتفاق يهدف إلى تجنيب المحافظة أعمال العنف والفوضى. وبحسب صحيفة "الحياة"، فإن السلطات اليمنية في محافظة حجة المحاذية للحدود السعودية عقدت اجتماعاً مع الحوثيين وسلمتهم المحافظة سلماً، فيما انتشر مسلحوهم في المدينة وسيطروا على منفذ حرض الحدودي مع السعودية. وأجل مؤقتاً الإعلان عن اتفاق بين المتمردين الحوثيين واللجنة الأمنية دخول الحوثيون إلى مدينة تعز بعدما أحكموا سيطرتهم على إب في طريقهم نحو باب المندب. ويقترب الحوثيون من إحكام سيطرتهم على كل المحافظات الشمالية والغربية، ويتحفّزون للتوجه إلى المحافظاتالشرقية بالتنسيق مع قوى في "الحراك الجنوبي" تدعمها إيران، فيما يظل الخطر المحدق بهم محصوراً في تنظيم "القاعدة" والقبائل المساندة له في البيضاء ومأرب، ومناطق في محافظة الجوف. في الوقت ذاته، خاض مسلحو المتمردين الحوثيين لليوم الثاني مواجهات عنيفة مع تنظيم "القاعدة" في مدينة رداع، بعد يوم على انتشارهم في ذمار، فيما أفاد مراسلنا بأن مسلحي القاعدة سيطروا على مدينة العدين في محافظة إب جنوب غرب البلاد. كذلك، تصاعدت هجمات "القاعدة" على قوات الجيش والأمن وأنصار الحوثيين، في حين ارتفعت لهجة المطالب الانفصالية في الجنوب. وأمهلت فصائل "الحراك الجنوبي" المحتشدة في عدن الجنود والمواطنين الشماليين حتى نهاية نوفمير المقبل لمغادرة الجنوب، كما حددت المهلة ذاتها للسلطات لتسليم المنشآت الحكومية، منذرة الشركات النفطية بالتوقف عن الإنتاج. هذه التطورات جاءت بعد أيام على تكليف الرئيس، عبدربه منصور هادي، خالد محفوظ بحاح تشكيل حكومة الشراكة الوطنية، وبالتزامن مع مفاوضات تجريها الأطراف السياسية لاختيار وزرائها، في ظل وعود من الحوثيين بإزالة مخيماتهم الاحتجاجية داخل صنعاء، بمجرد أداء رئيس الوزراء المكلف اليمين. 2