أبدت جماعة الحوثي تصلبا جديدا في إطار المفاوضات التي تجري لإنجاز اتفاق مع السلطات اليمنية لإنهاء الأزمة التي بدأت بها الجماعة منذ أسابيع، من خلال فرض حصار مسلح على مداخل العاصمة صنعاء وبعض شوارعها، وقيامها باشتباكات مع قوات الأمن، وفرض شروط جديدة كلما اقترب المفاوضون من صيغة اتفاق نهائي للأزمة، مما يشكل انتكاسة جديدة للواقع المحتقن في البلاد. وعادت المفاوضات أمس، مع جماعة الحوثي بعد أن توقفت صباح أول من أمس، بعد تدخل السفارة البريطانية بصنعاء في اللحظات الأخيرة لإنقاذ المفاوضات مع جماعة الحوثيين، ونقلها من منزل الدكتور عبدالكريم الإرياني، مستشار الرئيس عبدربه منصور هادي، إلى فندق موفمبيك بإشراف مباشر من مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن جمال بنعمر، قبل أن يعودوا ويقاطعوها احتجاجا على وصف بنعمر المحادثات بأنها تتم وفقا لمرجعية واحدة، وهي المبادرة الخليجية، وقرارات مجلس الأمن الدولي. وأشارت المصادر، إلى أن مفاوضي جماعة الحوثي أكدوا أنهم لن يقدموا على أية خطوة أخرى في المفاوضات، إلا بعد أن تحدد الآلية والخطوات العملية فيما يتعلق بضحايا الجماعة، الذين قضوا في الصدامات مع قوات الأمن في شارع المطار وأمام مقر الحكومة الأسبوع الماضي. وقالت إن الحوثيين طالبوا بشراكة وطنية حقيقية واسعة ولكل القوى الوطنية المستبعدة من القرار السياسي في البلاد، الذي ما زالت تستأثر به بعض القوى السياسية والنافذين، إلا أن اللافت، وفقا للمصدر ذاته، أن جماعة الحوثي اشترطوا موافقة من كل القوى والأحزاب السياسية على أي اتفاق مرتقب، لتحقيق إجماع وطني حوله، وتأكيد الجماعة على أنها قوة شعبية وتضع مطالب شعبية وليست سياسية. وسادت في اليمن خلال ال48 ساعة الماضية مخاوف حقيقية من انهيار المفاوضات بين ممثلي الرئاسة وجماعة الحوثيين لحل الأزمة الحالية في البلاد، بعد توقفها أول من أمس، غير أن بيانا لبنعمر، بشر بعودة المفاوضات مجددا في وقت متأخر مساء أول من أمس. واستنفرت السفارات الأجنبية الموجودة بصنعاء جهودها من أجل إيجاد حل نهائي للأزمة المتفاقمة في البلاد، إذ جدد السفير الأميركي بصنعاء ماثيو تولر، حرص بلاده على أمن واستقرار ووحدة اليمن، والاستمرار في دعم ومساندة الجهود السياسية اليمنية، للتوصل إلى حلول سلمية من شأنها تجاوز الأزمة الراهنة في البلاد وفقا لمضامين المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني. وناقش "تولر" خلال اللقاء الذي جمعه أمس بنائب رئيس الوزراء وزير الاتصالات وتقنية المعلومات الدكتور أحمد عبيد بن دغر، الأوضاع والمستجدات الراهنة على الساحة السياسية وانعكاساتها الأمنية في صنعاء والبلاد عموما وما قد تجره تلك الأوضاع الراهنة من مخاطر حقيقية على الدولة والمجتمع. في غضون ذلك، لقيت فتاة مصرعها برصاصات طائشة خلال تبادل لإطلاق النار بين جنود يمنيين ومطلوبين أمنيا خلال حملة أمنية وعسكرية مشتركة شنتها قوات الأمن والجيش بمدينة الحوطة بمحافظة لحج، جنوبي البلاد أمس، بحثا عن عناصر مسلحة من تنظيم القاعدة متورطة في عمليات استهداف وتصفية القيادات والجنود المنتسبين إلى القوات المسلحة.