سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تدويل الأزمة اليمنية.. و"مجلس الأمن" يلوح بعقوبات ضد "الحوثيين" هادي يسعى لتجنب حرب محتملة تعد لها "الجماعة" مواجهات دامية بين قوات الجيش ومسلحي "الجماعة" في مأرب
وضعت الأزمة اليمنية على خارطة التدويل بعد بيان مجلس الأمن الدولي الذي أصدره أول من أمس ولوح من خلاله، باتخاذ عقوبات ضد جماعة الحوثي وذكر بالاسم اثنين من قادتها، هما زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي والقائد العسكري أبوعلي الحاكم كمعيقين للتسوية السياسية القائمة في البلاد بموجب المبادرة الخليجية، في وقت كثف فيه الرئيس عبدربه منصور هادي من تحركاته لاحتواء وتجنب حرب تعد لها جماعة الحوثي، التي واصلت خطواتها التصعيدية ضد السلطة بالتخطيط لإقامة خمسة مراكز اعتصام جديدة في مواقع حيوية وحساسة في البلاد. وكانت جماعة الحوثي قد واصلت أمس حشد مقاتليها ومسلحيها وإرسالهم إلى مخيمات اعتصام مقامة منذ أسبوعين عند مداخل العاصمة صنعاء، متحدية بذلك قرارات مجلس الأمن الدولي، الذي طالبها برفع مسلحيها من العاصمة صنعاء ومحيطها. ورأس هادي اجتماعاً استثنائياً للجنة العسكرية والأمنية العليا، قالت مصادر رسمية إنه وقف أمام التطورات والأوضاع الراهنة في ضوء ما يحشده عبدالملك الحوثي باتجاه صنعاء وما حولها من ميليشيات مسلحة تهدد الأمن والاستقرار والتسوية السياسية برمتها. وقال هادي في الاجتماع، إن هناك اتصالات تجري على مختلف المستويات من أجل تدارك خطر الوضع الراهن في العاصمة صنعاء ومحيطها، مشيراً إلى طبيعة ما جرى في دماج وحاشد وعمران والجوفومأرب والانتشار الممنهج لجماعة الحوثي وما تشكله من تهديد للأمن والاستقرار وإضعاف صلاحيات الدولة والحكومة في تلك المناطق. وكرر هادي الإشارة إلى استغلال جماعة الحوثي انشغال الجيش في حربه ضد القاعدة في الجنوب للتوسع في الشمال، وقال: "بينما كان الجيش منهمكا في ملاحقة العناصر الإرهابية في عزان والمحفد (مايو الماضي) ومناطق أخرى، كان عبدالملك الحوثي يقتحم بميليشياته مناطق في حاشد وباتجاه عمران". ورحب هادي بالبيان المهم الذي أصدره مجلس الأمن الدولي أول من أمس، وكذا ببياني الإدارة الأميركية والمملكة المتحدة التي تدين ميليشيات الحوثي ومحاولتها اختراق الصف الوطني والإجماع الذي تحقق في مؤتمر الحوار الوطني الشامل والخروج عن ذلك الإجماع الذي يجنب اليمن ويلات الانقسام والتشظي والسلالية والطائفية والوصول باليمن إلى آفاق الاستقرار والأمان، كما حث الجميع على اتخاذ أقصى درجات الحيطة والجاهزية الكاملة لمواجهة مختلف الاحتمالات. وقال هادي أثناء حضوره للقاء وطني موسع عقد أمس، إنه لن يسمح لأي عابث بأن يهدد أمن واستقرار اليمن، كما لن يسمح لأية جماعة بأن تكون وصية على الشعب؛ في إشارة إلى جماعة الحوثي التي تقود تظاهرات لإسقاط الجرعة الاقتصادية والحكومة الانتقالية والتي قال إنها "تستخدم ذرائع بالية ولا يحق لها أن تتعهد للناس بشيء وجميعنا يعلم أنها تنقض كل اتفاق". وأكد موافقته على استمرر عمل اللجنة الوطنية الرئاسية في التفاوض مع الحوثيين للوصل إلى حل سياسي للأزمة الراهنة مع إضافة لجنة اقتصادية لدراسة المقترحات المقدمة من بعض الأحزاب والقوى السياسية، سعيا للخروج من الأزمة الراهنة. في الأثناء، سقط عدد من القتلى والجرحى في مواجهات دامية بين قوات الجيش المدعومين برجال القبائل ومسلحي الحوثي في محافظتي مأربالجوف، شرقي العاصمة صنعاء، وأوضحت مصادر مطلعة أن الجيش ورجال القبائل تمكنوا من قتل العشرات من جماعة الحوثي وأسروا 11 آخرين، فيما قتل نحو 9 من رجال القبائل في مواجهات شرسة في نقطة بن ضرمان بالقرب من مفرق مأربالجوف، التي استحدثها الحوثيون أول من أمس. وتمكن رجال القبائل المساندة للجيش من صد هجوم للحوثيين استخدموا فيه كافة أنواع الأسلحة من الدبابات والمدافع وصواريخ كتف في موقع الحجر العسكري، في وقت تحركت فيه قوة عسكرية من المنطقة الثالثة العسكرية بمأرب بكامل عتادها إلى موقع المعركة لمساندة المقاتلين من الجيش والقبائل. وفي حضرموت، شرقي البلاد، تمكنت قوات الجيش من قتل خمسة من عناصر تنظيم القاعدة بعد أن تم التصدي لهجوم كان يستهدف عدداً من المواقع الحيوية في منطقة القطن بحضرموت. وبحسب مصدر عسكري، فإنه تم تفجير سيارتين مفخختين قبل وصولهما الى هدفهما بالقرب من معسكر فرع قوات الأمن الخاصة بمديرية القطن وقتل من فيها، مشيراً إلى أنه تم العثور على خمس جثث لعناصر القاعدة متناثرة في مكان الانفجار، فيما قتل أحد الجنود وجرح ثلاثة آخرون في المواجهة.