وضع زعيم جماعة الحوثيين المسلحة شروطا عدة ينبغي الشروع في تنفيذها قبل ان يقوم بسحب مسلحيه ومخيماتهم المسلحة داخل وعلى مداخل العاصمة صنعاء. وكشفت جماعة الحوثي عن محتوى الرسالة التي سلمتها للرئيس عبد ربه منصور هادي التي تتضمن رؤيتها لحل الازمة الحالية، بعد اعلان اللجنة الرئاسية الوطنية المكلفة بالتفاوض مع زعيم الجماعة فشل جهودها في صعدة في التوصل الى اتفاق. وطالب الحوثي في رسالته بإعادة النظر في قرار الجرعة السعرية على المشتقات النفطية، واتخاذ قرارات فورية بإغلاق منابع الفساد المعروفة على أن يتم الاتفاق على حزمة هذه القرارات، وتشكيل لجنة اقتصادية من الخبراء والمتخصصين الاقتصاديين في البلد متفق عليها للوقوف على الوضع الاقتصادي والاطلاع على موارد الدولة ونفقاتها ومعرفة الاختلالات الناتجة عن الفساد ووضع المعالجات والمقترحات اللازمة. كما تضمنت الرسالة المطالبة بإقالة الحكومة الحالية وتشكيل حكومة تجسد الشراكة الوطنية والتوافق على برنامجها على أن يتم ذلك خلال أسبوعين من تاريخ الإقالة، وان يتم اختيار رئيس وزراء مستقل ومتوافق عليه على أن يتم التوافق على اختيار بقية الوزراء، وتحقيق الشراكة الوطنية الحقيقية في كافة أجهزة ومؤسسات الدولة وفق ما نصت عليه مخرجات مؤتمر الحوار الوطني. وطالب الحوثي في رسالته بإعادة النظر في قرار إنشاء الهيئة الوطنية المعنية بالمتابعة والإشراف والرقابة على تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار، وأعمال لجنة صياغة الدستور وإقرار مسودته النهائية بما يضمن تقويم التجاوزات والمخالفات لما تم التوافق عليه في مؤتمر الحوار الوطني وبما يمكنها من القيام بدورها. وشددت رسالة الحوثي على التوافق على آليه تنفيذية مفصلة ومزمنة لتطبيق البنود السابقة، على أن يقوم بعد الاتفاق على البنود السابقة، وإعلان القرار المتعلق بالجرعة وإقالة الحكومة الحالية والاتفاق على تشكيل الحكومة الجديدة برفع المخيمات الموجودة بمداخل العاصمة صنعاء كخطوة أولى. هذا وشهدت صنعاء تحركات سياسية وعسكرية امس لتجنب انفجار الوضع، اذ التقى الرئيس هادي اللجنة الرئاسية التي عادت من صعدة والتي اطلعته مع كبار المسؤولين في الدولة على الجهود التي بذلتها في التوصل الى حل مع زعيم الحوثي. وحذر الاجتماع من العواقب الكارثية لحصار الحوثيين المسلح لصنعاء، وأكد الاجتماع ان على الحوثيين تحكيم العقل والمنطق والموضوعية بعيداً عن الشطحات الانفعالية التي سيكون لها أثر سيئ على الامن والاستقرار بصورة شاملة، ويتوجب عليها سحب المليشيات المسلحة من مداخل العاصمة ورفع الخيام المسلحة من أجل تجنب الاحتكاكات مع قوات الامن والجيش. كما أطلع هادي سفراء الدول العشر الراعية للتسوية السياسية على نتائج عمل اللجنة الرئاسية في صعدة، واصرار الحوثي على التصعيد. ووضع السفراء في صورة ما تتعرض له العاصمة صنعاء من إقلاق للسكينة العامة وتؤثر على سير الحياة الطبيعية جراء وجود جماعات مسلحة على مداخلها، فيما تقوم مجاميع من جماعة الحوثي بنصب المخيمات والانتشار المسلح، ونصب نقاط تفتيش على المداخل الجنوبية والغربية والشمالية للعاصمة صنعاء الى ذلك ارجأ مجلس الامن الدولي جلسته الدورية حول اليمن الى نهاية الشهر لإفساح المجال لمبعوث الامم المتحدة جمال بنعمر بذل مساعيه للوصول الى حل سلمي للازمة الحالية، فيما اطلق الحزب الاشتراكي اليمني نداء عاجلا لوقف التصعيد، ودعا الى استمرار اللجنة الرئاسية في جهودها مع جماعة الحوثي. وعلى الصعيد الامني والعسكري ذكر شهود عيان ان بعض وحدات الجيش المتمركزة في تخوم العاصمة نشر وحداتها، فيما تم نشر قوات امنية وعسكرية في بعض المناطق في العاصمة، بعد ان كان الرئيس اليمني حذر مما يقوم به الحوثي، وطالب من الجيش والامن ان يكون في حالة استعداد كامل لمواجهة كافة الاحتمالات.