بعد أسبوع من فرض حصار على عدد من مداخلها، بدأت جماعة الحوثي في تنفيذ المرحلة الثانية من خطة إسقاط حكومة محمد سالم باسندوة عبر محاصرة العاصمة اليمنية صنعاء، وخنقها من الداخل، من خلال نصب خيام لأنصارها أمام عدد من الوزارات، هي الداخلية، الكهرباء والاتصالات، وحديقة "الثورة"، القريبة من منازل الشيخ صادق الأحمر، قاطعة بذلك طريقاً يربط جزءاً من العاصمة بمطار صنعاء الدولي. جاءت هذه الخطوات رغم تأكيدات من زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي بوجود نية للتهدئة مع النظام، وذلك بعد وصول لجنة مكلفة من الرئيس عبدربه منصور هادي للقائه بصعدة وإبدائهم مرونة في التعاطي مع مطالب اللجنة، إلا أنه تمسك بمطلب إسقاط الحكومة الحالية، والشروع في تشكيل حكومة جديدة. وأوضح الناطق الإعلامي باسم اللجنة عبدالملك المخلافي أن اللقاء مع الحوثي كان إيجابياً وأن اللجنة عرضت على الحوثي ما جاء في بيان اللقاء الوطني الموسع وخطاب الرئيس هادي قبل أيام المعارض لتوجهات جماعة الحوثي بالتصعيد، كما استمعت إلى وجهة نظره حيال التطورات في العاصمة، وجرى نقاش مستفيض ومعمق حول مختلف القضايا سادته روح الصراحة والوضوح وكانت نتائج النقاش إيجابية ومطمئنة. وكانت تطورات الساعات الماضية محل بحث بين الرئيس هادي وأمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني، الذي أكد موقف المجلس الداعم لكل الخطوات التي يتخذها الرئيس هادي لمعالجة الأوضاع، وأشار إلى أن مجلس التعاون الخليجي والمجتمع الدولي يعتبران من يتعارض مع مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل المتفق عليها على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، معرقلاً ومتمرداً بالإجماع ويعتبر من المعرقلين لخروج اليمن إلى افاق السلام والوئام. من جانبه، أعلن مساعد أمين عام الأممالمتحدة ومستشاره الخاص لليمن جمال بن عمر أنه يبذل قصارى جهده، بالتنسيق مع الرئيس عبدربه منصور هادي، لمعالجة جذور التوتر الحالي في اليمن ووضع حل مستدام عبر الحوار. وأضاف أنه يجري لهذه الغاية مشاورات مكثفة مع مختلف الأطراف والقيادات السياسية اليمنية لإيجاد حل سلمي توافقي بناء على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني التي توافق عليها اليمنيون. والتقى ابن عمر الرئيس هادي وعددا من الأطراف السياسية في البلاد، من بينها جماعة الحوثي والناصري والحزب الاشتراكي ورجل الأعمال المعروف الشيخ حميد الأحمر ومدير مكتب الرئيس هادي الدكتور أحمد عوض بن مبارك. إلى ذلك، دعا الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، جميع القوى السياسية باليمن إلى الالتزام بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، والإسهام الفاعل في توفير الأجواء المواتية لاستكمال تنفيذ المرحلة الثالثة من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية معربا عن استنكاره للأحداث المؤسفة التي تدور في محيط العاصمة صنعاء والتلويح باستخدام خيارات تصعيدية، بوصفها خروجا على الإجماع الوطني وتنذر بعواقب وخيمة تهدد أمن اليمن واستقراره.